للوهلة الأولى قد تكون هذه العبارة محدودة جدًا، ولكن ما حصل في سابق الزمان أن أرسلت إحدى النساء نداء للوالي شاكية قلة الجرذان في المدينة ، أنها إشارة واضحة جداً وخطيرة تحمل في طياتها الكثير من التحذيرات التي أدت بالوالي أن أمر من كلفهم برعاية البلاد والعباد أن يستنفروا من مخادعهم وقصورهم ليلبوا النداء قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه ، نعم دقت هذه المرأة ناقوس الخطر وأعلنت حالة الطوارئ في الوقت الذي كان من يتسترون على واقع الحال ويظهرون أن الأمور طيبة …. يا مولاي لأنهم ينهبون ويأكلون ويطعمون جرذانهم البشرية مقابل أن يجوع الناس ويحطمهم الفقر والجوع .
نعم لقد كانت لتلك الصرخة والشكوى قوة كبيرة في إنقاذ الناس ، فعمدت المرأة بإيصال رسالتها بهذا التعبير الذي يجعل العاقل يتخيل معناه ، فعندما تغادر الجرذان مدينة فهذا معناه أن الخيرات فيها قد اضمحلت والجوع فيها قد استقر والناس فيها بين الموت والحياة ، لم يعد لديهم قمامة لتقتات عليها الجرذان ولا زفر ولا عظام ، هنا غادرت الجرذان وهربت قبل أن تموت ، فصاحت تستغيث من أجل الحياة .
في زماننا هذا يجب أن نكون أكثر حذرًا ونطرح تساؤلات :
لماذا لا نراقب ما يحدث في محيطنا من أحداث ونساعد بعضنا البعض !؟
لماذا نتربص بالآخر حتي يسقط فننهش لحمه وعظمه!؟
لماذا نحارب النجاح وفيه طوق النجاة للجميع ؟!
لماذا نكذب على أنفسنا بالمظاهر واللقاءات والصور البراقة !؟
لماذا تتكالب الرموز على إيذاء الناس وقهرهم !؟
هل ماتت فينا المروءة وسيطرت على نفوسنا الشيطنة واللعنات !؟
لماذا نوظف الشباب والشابات في أوهام الشراكات والمبادرات ؟!
لماذا ننفق مئات الالاف استعراضًا لنقدم دعمًا بالمئات الفقيرة للشباب والشابات!؟
لماذا نقتل أحلام الشباب والشابات حتى أثناء نومهم!؟
لماذا نروج للشباب والشابات الأفكار للمشاركة السياسية والتعبير والديمقراطية ونرسم ديكورات إعلامية والبطون في حالة هلع من الجوع !؟
هل … نشكو قلة الجرذان ..
لا نريد أن نكذب أكثر إننا ننادي بصوت عال جدًا جدًا، نعم أنه الواقع المستور الذي يخشى منه الكثيرون ، قد لا نتحمل المزيد ولكن قد يكون هناك فرصة نستعيد فيها الأمل ، هذه دعوة ونداء حقيقي وهذا ليس إنذاراً كاذباً او إزعاجاً فهذه المرة غادرت الجرذان من الفقر وتربعت جرذانهم .
ليس هناك من به نستغيث من ظلم العباد إلا رب العالمين والعباد، لندعو الله مخلصين ، أن يحفظ البلاد ومليكنا وولي عهده ويرزقهم البطانة الصالحة لتعود علينا جميعاً بالخير والسعادة وعاش الأردن وعاش الشباب.