«الأردنـــي للتــصـميم والتطوير» عالم من الإبداع الوطني
نيفين عبد الهادي
01-06-2022 12:28 AM
ثمّة انجازات تحتاج الكثير من الوقفات والقراءات والدراسات حتى تنال حقها من الشرح التفصيلي لما تتضمنه من تفاصيل يمكن اعتبارها بجدارة فخرا للوطن، سيما وأن تميّزها تجاوز جغرافيا الوطن ووصل العالمية، ووضع الأردن في مكان متقدّم في مجال أو قطاع أو صناعة، أو غير ذلك.
فماذا لو أردنا الحديث عن المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB) ، هذا الصرح الصناعي العسكري الكبير، ولا أعني هنا أنه كبير فقط في مساحته التي يقع عليها، إنما عن كبره فيما يقوم به من انجازات متميزة وابداع في الصناعات العسكرية التي جعلت بداية الأردن يملك الاكتفاء الذاتي في عدد كبير من الصناعات العسكرية، اضافة لكونه جعل من الأردن بلدا مصدرا لهذه الصناعات التي وصلت لأسواق (37) دولة في العالمين العربي والعالمي، ولمثل هذه الانجازات حتما نحتاج وقفات وقراءات عميقة ومتعددة لمنح هذا الصرح حقه في وصف تفاصيله والحديث عن ما يتم فيه من حجم عمل ضخم بل أكثر من ضخم وأكثر من ابداع وأكثر من متميز.
ورغم أنه تأسس عام 1999 إلاّ أن المعلومات بشأنه ما تزال متواضعة عند الكثيرين، ولا أنكر أنني واحدة من الكثيرين، وحدث أن كنت من بين عدد من الصحفيين والإعلاميين أمس الأول في الجولة التي نظمتها مديرية الإعلام العسكري لتغطية اعلامية من المركز الاردني للتصميم والتطوير JODDB في منطقة الضليل بمحافظة الزرقاء للتعرف على الصناعات الدفاعية التي يقوم بها المركز، لأفاجأ بحجم الانجاز والعمل الذي يتم به، والإبداع وفي كل مصنع تجولنا به خرجت قصة ابداع ونجاح وتميّز، فلم أر نوعا لصناعة يمكن تصنيفها بالبسيطة أو حتى العادية، حيث كانت كل هذه الصناعات ضخمة وكبيرة، وضمن أعلى درجات التميز في الصناعات العسكرية، وأكثرها تطورا وكذلك طلبا في هذه الأسواق محققا اكتفاء ذاتيا بالكثير من المواد والمعدات والسيارات، إلى جانب تصدير هذه الصناعات للعالم.
المركز الذي تأسس عام 1999 كمؤسسة عسكرية مدنية مستقلة تعمل تحت مظلة القوات المسلحة الأردنية، يعدّ من أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني عند تولية سلطاته الدستورية ليصبح نواة للصناعات الدفاعية في المنطقة، وفي ذلك انجاز يعدّ فخرا للأردن، فدخول هذا المجال أو هذا السوق والوصول لمرحلة التصدير حتما يعد انجازا هاما، والحديث عنه يحتاج الكثير من الوقفات والكتابة والشرح، وقد تكون الصورة معبّرة أكثر من الكلمة إذا ما أردنا الدخول بتفاصيل هذا العمل الكبير، الذي يوفّر أكثر من ألفي وظيفة لأياد أردنية، ذكورا واناثا، حيث أن حضور المرأة في المركز يصل إلى (8 %) وهي نسبة جيدة في طبيعة هذا العمل.
ما أريد قوله هنا أن للمركز ابداعات ومزايا ضخمة لا تكمن فقط في الصناعات العسكرية إنما كذلك في توفير فرص العمل لأبناء الوطن، فكل الأيدي العاملة به هي أردنية وكل انجاز به ختم بأنامل نشميات ونشامى الوطن، فهو مركز عند دخولك له ينقلك لعالم آخر من التميز والابداع والعمل الوطني الذي يشبه ملامح الشابات والشباب الذين يعملون به بكل جدّ ووطنية، ويخلقون للوطن حالة من التميز والابداع.
لم ابتعد عن تفاصيل ما شاهدته خلال الجولة لعظمته تحديدا في صناعات الأسلحة الخفيفة على سبيل المثال، أو السيارات العسكرية التي تتمتع بأعلى درجات النجاح والتميز، والتي أكد معنيون في المركز أن دولا كثيرة استوردتها أكدت أنها لم تتمكن منها أي رصاصة، ولم يتم اختراقها، وفي ذلك نجاح كبير، وكذلك الآليات الدفاعية الخفيفة والثقيلة، ومعدات الجندي التي توفر الحماية للجنود ووقايتهم في المهام الميدانية، حيث يصنع المركز 80 منتجا دفاعيا ويصدرها، والطيران الميسر، ليس هذا فحسب إنما تأكيدات المركز أن تكون معظم احتياجات القوات المسلحة خلال 5 سنوات القادمة من انتاجه.
(الدستور)