حتى لا تعود الأحزاب بأخطائها
أسماء سليمان الطويسي
01-06-2022 12:25 AM
ما ان اتضحت الرؤية حول عدد المقاعد المخصصة للاحزاب في البرلمان واتضحت الصورة بطريقة اكثر حول أهمية المشاركة الحزبية ودورها الفاعل في بناء الوطن، انطلق الكثير من الشخصيات السياسية لتأسيس أحزاب تضم نخبة من السياسيين والشخصيات المعروفة للمجتمعات.
وقد اقبل كثير من المواطنين للانضمام لهذه الاحزاب بقيادة هؤلاء الشخصيات واجزم ان الغالبية انضمت لهذه الاحزاب دون أدنى فكرة عن الاحزاب ولكن طمعاً في التقرب من هؤلاء الشخصيات.
لقد دعا جلالة الملك إلى ايلاء الاحزاب اهمية واتضح ذلك من خلال تغيير قانون الانتخاب وتخصيص مقاعد حزبية وهذا مؤشر على ان المرحلة القادمة مرحلة الاحزاب لما تقوم به الاحزاب في الدول من تغيير إيجابي.
وهذا مؤشر صحي وايجابي للمرحلة القادمة ولكن السؤال الكبير هل هذا ما نريد من الاحزاب عملية تدوير في الأشخاص وأخيراً الاستقرار في الاحزاب هل ستبقى زمام الأمور بيد أشخاص معينين والبقية مجرد عدد؟!
هناك الكثير الكثير من المواطنين البسيطين وظيفياً او لم تتح لهم الفرص بتقلد مناصب قيادية ولكنهم على قدر عال من الوعي والعلم والثقافة هل إذا فكر أحدهم بتاسيس حزب سيجد نفس الاعداد التي تنضم الى هذا وذاك من الأسماء المعروفة
هل ستشكل الاحزاب مثلما كانت تشكل الكتل في الانتخابات البرلمانية الكتلة لشخص او اثنين والبقية «حشوة» كما يقال بالعامية؟!
هل تحتاح الاحزاب الوطنية لقوى سياسية واقتصادية لتنجح الاحزاب ام أن اي مواطن مؤهل لتاسيس حزب يستطيع؟
لا بد ان نعمل على ايجاد أحزاب قوية ذي تأثير إيجابي على الوطن لا تكون عبئاً عليه.
إن اي حزب لا يحمل في طياته برنامجاً وطنياً شاملاً يعمل على النهوض بالوطن والإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري.
لا يعتبر حزباً ولا يرتقي ان يكون بمصاف الاحزاب وخاصة أننا مقبلون على مرحلة تفرض على الأحزاب البرامجية والواقعية في العمل الحزبي حتى لا تتكرر أخطاء الانتخابات التي عادة ما تلصق بالعشائرية والمناطقية والوضع الاجتماعي والاقتصادي ويحرم الكثير من أصحاب الكفاءة من المشاركة في العمل القيادي العام.
الاحزاب محور اساسي في بناء الأوطان.
(الدستور)