استفقد ولي العهد غياب بعض رؤساء الوزراء السابقين عن اللقاء الذى جمع جلالة الملك مع رؤساء الوزراء فما كان من ولي العهد الا ان ذهب للاطمئنان عنهم وعن احوالهم الصحية التي حالت دون حضور مضر بدران ومعروف البخيت وعبدالسلام المجالي الذى جعله سمو ولي العهد يكون محطته الاولى في زيارة سيتبعها كما ينتظر زيارات لاصحاب الدولة اللذين تعذر حضورهم للأسباب صحية للقاء الملكي في لفتة تعبر عن مكانة القيادات السياسية عند النظام السياسي وعظيم تقديرهم للدور البناء الذى قدموه في رسالة البناء الوطني.

الحسين الذى حطت رحال موكبة الكرك حيث التاريخ الذى جمع ما بين اصالة الماضي بإرثه التليد عندما كانت بوابة الفتح الثانية للقدس وحاضرتها المميزة بتميز أهلها ودورهم البناء في حمل راية الاستقلال والتفان في خدمة الوطن وصدق الولاء لقيادته الهاشمية وهذا ما يجعل من الكرك تقرأ في الماضي بإرثها كما تقرا من الحاضر بدورها.

وفى الياروت حيث كان إطعام جيوش اهل الفتح المقدسي لواسع كرم أهلها كان اللقاء الذى جمع ولي العهد ووجهاء الكرك في دارات المجالي التي كانت مركزا لعلوم السياسية كما ستبقى وارثه بموروث ابناءها بواسع حكمه وسداد الراي الامر الذى جعل من زيارة الأمير ولي العهد للكرك محط تقدير واسع بالعنوان كما بالمضمون.

وان سمو ولي العهد وهو يرسي بذلك نهجا قويما في التعامل مع اسرته الاردنية انما ليؤكد استمراره بالنهج الذى ورثه عن الحسين الباني من مبادئ وقيم وما نهله من والده الملك الانسان من حكمة وحسن تعامل وهو ما يدل على استمرارية التعاطي في النهج الاسري بين القيادة الهاشمية والأسرة الاردنية الواحدة من على قاعدة تمزج بين اصالة الماضي بدوره الموصول والنهج الابوي الذى يقوم على العناية بأصحاب الراي لدوره البناء وحكمتهم الراشدة واستشرافهم المحمود حيال مختلف القضايا التي تمر على الأردن وتشهدها المنطقة.

ان الحسين وهو يستهل مشواره بتفقد اهل الراي وأصحاب الحكمة ممن حملوا دفة رئاسة الحكومة انما ليرسل بذلك رسالة شكر وعظيم تقدير لكل من ساهم باعلاء صروح الإنجاز في مؤسساتنا المدنية والعسكرية والأمنية وكان لهم الدور الفاعل بوصول الاردن الى ما هي عليه من منجزات خلال فتره تعد قصيره بعمر المجتمعات وهذا ما يحمل دلاله تقوم على احترام المنجز كما تحمل رمزية البناء على ما تم إنجازه نهجها وممارسة .

ولعل سمو الامير الذى يحظى بشعبية كبيرة في أصوات الشباب على وجه الخصوص أراد ان يقول عبر هذه الزيارة والزيارات التي ستعقبها ان اهتمامي بالشباب نابع من احترامي لأهل الراي والحكمة اللذين اوصلوا الشباب الأردني لا مكانة التي جعلت من التميز عنوان لهم انما كانوا واينما ارتحلوا فلولا أصحاب الحكمة لما حققوا معشر الشباب هذه المنجزات التي يعول عليها بوصول الأردن لا مكانة الأفضل فان الموروث لن يكون محمود الا اذا كان موصول برباط عنوانه التراحم وحسن التواصل فشكرا سمو الأمير .