facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حديث ملكي عن تطورات في المشهد العربي


د. هايل ودعان الدعجة
31-05-2022 12:44 PM

آن الأوان بان تدرك معظم الدول العربية انها في دائرة الاستهداف، وبانها مجرد مشاريع مصالح على اجندات دول كبرى، نجحت في اختراقها عندما عمدت الى جعلها ادوات بايديها ووظفوها حتى في تسليط الشقيق على شقيقه كل حسب دوره، وفي تمكين دول وكيانات وقوى اقليمية مثل اسرائيل وايران واذرعها الطائفية وتركها تتمدد وتتوغل في سوريا والعراق واليمن ولبنان وتهديد دول الجوار كدول الخليج والاردن، بما يشبه صناعة او زراعة الاعداء في المنطقة، واستغلال ذلك في دفع الدول العربية المعنية للجوء لهذه الدول الكبرى والاستعانة بها لحمايتها من هذا (البعبع)، الذي يتم توظيفه ايضا في بعثرة اوراق المنطقة واعادة ترتيب ورسم خارطة الاعداء فيها، بتغيير الانماط والمفاهيم التقليدية لصراعات المنطقة باستبدال العداء لاسرائيل بالعداء لايران مع ان كليهما يشكل خطرا وتهديدا للاقطار العربية، الامر الذي يقتضي منها الانتباه لنفسها واعادة حساباتها قبل فوات الاوان وتفويت الفرصة على القوى الخارجية الاقليمية والدولية من التدخل في شؤونها، وضرورة التعاطي مع خلافاتها وازماتها في اطار البيت العربي الداخلي عبر تحقيق المصالحات والتوافقات والتفاهمات والتسويات السياسية الداخلية، بعيدا عن التدخلات والاختراقات الخارجية، التي تسعى الى تكريس الخلافات والانقسامات والصراعات بينها.

وقد يكون لنا في حديث جلالة الملك الى الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر ضمن البرنامج العسكري المتخصص Battlegrounds التابع لمعهد هوفر خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، ما يمكن وصفه او اعتباره بمثابة الكشف عن تطورات وتحولات في المشهد العربي من خلال ادراك بعض الدول العربية اهمية الاعتماد على الذات في مواجهة التحديات والمخاطر الاقليمية التي تتهددها، عندما اشار جلالته إلى أنه قد تم البحث مع قادة عرب في أهمية إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي يعاني منها الإقليم وتحمل عبئها الثقيل، بدلا من الذهاب إلى الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة، لافتا إلى أن اجتماعات عقدت خلال الشهور الماضية لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة، وباننا سنرى الأردن والسعودية والإمارات والعراق ومصر وبعض دول الخليج الأخرى تجتمع وتنسق مع بعضها، للتواصل ورسم رؤية لشعوبها قبل طلب أي مساعدة.

الامر الذي سبق وان اشار اليه جلالة الملك ايضا في القمة العربية الثامنة والعشرين التي عقدت في البحر الميت، عندما طالب بضرورة اخذ زمام المبادرة لوضع حلول تاريخية للتحديات التي تواجه المنطقة العربية بعد التوافق على الأهداف والمصالح العربية.

وعلى ما يبدو اننا بتنا في الاونة الاخيرة امام حالات ونماذج عربية خليجية تحديدا ، تؤشر الى ما يشبه استعدادها للانعطاف او التحول في علاقاتها وتحالفاتها التقليدية مع قوى دولية كالولايات المتحدة، نتيجة عدم ارتياحها لموقفها السلبي والذي يثير الشكوك جراء عدم جديتها في لجم تصرفات ايران واذرعها الطائفية العدائية والاستفزازية ضدها، كما تجلى ذلك بشكل واضح في الطائرات المسيرة والضربات الصاروخية التي وجهها الحوثي، الاداة الايرانية في اليمن، الى السعودية والامارات دون ان يرف للولايات المتحدة جفن او ان تحرك ساكنا، وهي التي اعتادت على المتاجرة بحروب المنطقة وصراعاتها تحقيقا لمصالحها حتى وان كان ذلك على حساب حلفائها، الذين على ما يبدو بدأوا يدركون ابعاد اللعبة الاميركية ، بصورة جعلت بعض الدول العربية تعي بان الولايات المتحدة ليس لديها الرغبة بحماية امن حلفائها وشركائها. وان كان هذا لا يعني انها لم تكن بصورة هذه اللعبة من قبل، ولكن الظروف لم تكن مهيأة لها للافصاح بصراحة عن امتعاضها وعدم رضاها عن المواقف الاميركية السلبية حيالها، كما هي الان وتحديدا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي تشي باحتمالية تغيير شكل المنظومة الدولية على وقع المنافسة المتوقعة على الزعامة العالمية بين اميركا وروسيا والصين.. الامر الذي يتطلب من الدول العربية استثمار الفرصة في ايجاد حالة من التوازن مع القوى الإقليمية في المنطقة، كتركيا وايران وإسرائيل، وان تعطي لنفسها هامش حركة ومناورة وحرية أوسع في علاقاتها مع الأطراف الدولية من خلال التنوع في تحالفاتها وعلاقاتها ومصادر تسليحها ، وان تستثمر أجواء هذه المنافسة العالمية، وتعمل على إعادة ترتيباتها وحساباتها واولوياتها، بما يخدم مصالحها ويعزز من حضورها وقوتها وامنها ، ويساعدها على التحرر من تبعيتها للولايات المتحدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :