حراك اجتماعي و"1250 " مرشح ومرشحة للانتخابات النيابية
د.حسين الخزاعي
01-09-2010 11:58 PM
مثلما وعدتكم في المقالات السابقة بمواصلة رصد الأخطاء السلوكية التربوية والاجتماعية التي يرتكبها بعض الإخوة والأخوات في شهر رمضان المبارك ، الشهر الذي ينتظره الجميع بشوق ولهفة، لينهلوا من بركاته الكثيرة وإفاضاته الجليلة، وينعموا بأجوائه الإيمانية والإنسانية العطرة، ولكن للأسف سلوكيات نرصد ها في الأماكن العامة ،سلوكيات تمارس واصبحت بالنسبة لممارسيها سلوكيات صحيحة ، سلوكيات أنقلها لكم بأمانة متضرعا إلى المولى العلي العزيز الذي لا يرد سائله ولا يخيب امله أن يجنبكم التعرض للوقوع بها، كونها سلوكيات لا تليق بفضائل بالشهر المبارك.
اولا: ونحن ننهل بنعيم وبركة الأيام العشر الأواخر من رمضان ، فبدلا ان نكرس هذه الأيام للطاعة والعبادة والاعتكاف ومراجعة الذات والتسامح والتواصل والتكاتف مع الآخرين ، نجد البعض منغمسين ومنشغلين في الاعداد والترتيب لما بقي من ولائم وعزائم ودعوات " غذائية " خشية ان يمضي هذا الشهر ولم يقم بهذه الواجبات الغذائية. حرصا على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة وهي فرصة العمر يجب اغتنامها بشكل ايجابي ، ولكن للاسف ينسى البعض اهمية هذه الايام في الاجتهاد والعمل والصبر ومراجعة النفس ومحاربة الظلم . لقد نسي بعض الناس أنفسهم لدرجة إنني تلقيت دعوة إفطار، وعندما دققت في تاريخ العزومه وجدت انه سيكون ثاني أيام عيد الفطر السعيد هذا إذا اثبت العيد يوم 10 ايلول 2010 .لاى ادري هل سأذهب الى افطار صباحي " حمص وفول مسبحة " ام افطار رمضاني دسم ؟.
ثانيا: خلال التجول على الأسواق بعد الإفطار تجد الناس مشغولة في شراء الكسوة والملابس للعيد ، لماذا التأجيل لهذه الايام والشراء في هذه الأيام ؟، اعرف ان البعض سيحمل الحكومه السبب لانها لم تصرف الرواتب مبكرا من اجل الشراء ولكن لو الحكومه صرفت الرواتب لذهبت الى المواد التموينية ، يكفي اننا انفقنا (25) مليون دينار على شراء القطايف " حاف " بدون " جوز القلبوالقشطة وجوز الهند والجبنه " . ولو حسبنا تكاليف هذه الحشوة لاصبحت التكلفة (50) مليون دينار أردني . معلش القطايف تستحق هذا الإنفاق كونها لذيذة !.
ثالثا : أجمل هواية يمكن أن يستمتع بها الباحث الاجتماعي خلال جولاته في الأسواق هي عيش الواقع والتقصي الانثروبولوجي من خلال سماع الأحاديث التي تدور بين أرباب الأسر ، أو بين الأمهات والأبناء ، او بين اصحاب المتاجر والزبائن ، فمن الأقوال التي استمعت اليها " نقاشات حامية بين الأمهات وأصحاب المحلات ، ليش اسعاركم غليانه؟! قبل شهر كان ثمن البطلون والقميص نصف هذه الأسعار ، ليش غليانه الأسعار ول شو الدعوة ارحمونا ، الجواب الذي يتردد على السنة معظم البائعين هذا البضاعة غير عن البضاعة اللي كانت قبل شهر ، هاي بضاعة اصلية تخب أول " هاي بضاعة تركية يا خالة " ، تذكرت على الفور الممثلات التركيات " نور وميرنا وفرح ومهند والأسمر وجواهر " وقلت في نفسي تستحق البضاعة التركية التي غزت اسواقنا بعد أن غزت الأفلام عقولنا ! وعلى الجانب الآخر حوار يدور بين الأبناء والأمهات " خلصونا يا أولاد بدنا نرجع على الدار ونلحق أنساوي معمول وكعك ونشترى الشوكولاته ونغسل البرادي ونظف الدار ترى عندنا ورشة وبدي اياكم اتساعدوني بدنا انجهز للعيد ، فيقول احد الأبناء " متى بدك انروح انبدل البوت طلع كبير نمرتين ، ويصرخ الاخر وانا البلوزة لونها كحلي بدي إياها اسود ، يتدخل الأب من نافخا ومحتدا ، ما فيش تبديل ليش ما اتأكد كل واحد فيكم من مقاسه ومن رغباته قبل ما يشتري ارحمونا يا اولاد بدكم ايانا نقضي العشر الأيام الأواخر في الأسواق نشتري ونبدل " . كلمة نوجهها للتجار الافاضل لا تجلعوا من مناسبة العيد فرصة للكسب والربح على حساب الغلابى . وكلمة أخرى للأهل " التنظيم يقلل المشاوير " نظموا مشترياتكم وتأكدو من مقاسات أولادكم وعدوا نقودكم قبل الذهاب للأسواق ، حفاظا على الوقت والجهد والمال.؟
رابعا : تنافس حامي الوطيس تدور إحداثه عبر الصفحات المحلية بين أصحاب مكاتب السياحة والسفر بهدف الترويج وتقديم العروض للرحلات السياحية خلال فترة العيد. من خلال دراسة سريعة لتحليل مضمون الإعلانان المنشورة في الصحافة الأردنية خلال الأسبوع الماضي نجد ان معظم الإعلانات تروج للسياحة في " تركيا، مصر، لبنان " . يا سلام ! أين الترويج للاماكن السياحية في الاردن ، هل ننسى " اثار جرش وجمال عجلون وعروس الشمال وسحر منطقة زي وعلان والبلقاء ورعة البتراء وشلالات الطفيلة والموجب وعفرا وشواطيء العقبة " ؟ . للأسف الشديد الأرقام المحزنة تقول أن أكثر من مليوني مواطن أردني سافروا إلى الخارج العام الماضي وأنفقوا ما يزيد عن 750 مليون دينار مقابل انفاقهم 61 مليون دينار على السياحة الداخلية. اكرر (750) مليون دينار اردني ! . بالنسبة سأزور في العيد المدرج الروماني في عمان ومادبا وجبل القلعة والأزرق وجرش وعجلون والبلقاء ومعان والطفيلة والمفرق والزرقاء ، بلادنا جميله وخلابة ؟ .
خامسا : أزعجتنا الأخبار المتعلقة في بعض المشاجرات التي حدثت مؤخرا في بعض المحافظات الأردنية، وللأسف كانت هذه المشاجرات ناتجة عن خلافات انتخابية بين طرفي المشاجرة، واستخدم المتشاجرون العصي والحجارة وآلات حادَّة في المشاجرة، مما ادى إلى وقوع إصابات بين المتشاجرين وتدخل قوات الدرك والشرطة لفض المشاجرة ,. سؤال يجول في العقل والوجدان هل يوجد ضرورة لهذه المشاجرات ؟ . هل المقعد النيابي يستحق أن يتشاجر من اجله الناس ، هل المقعد النيابي اقوى من الصلات القرابية والتكاتف والمحبة بين أفراد المجتمع ، هل هذه المشاجرات مناورات تدريبية للتسخين للأيام القادمة ، يا اخوان القضية بدها تنازل وتسامح وإيثار ؟ ولكن من أين سنأتي بهذه القيم والأخلاق وعدد المرشحين الذين رصدتهم وتابعتهم وسيترشحوا للانتخابات سيتجاوز (1250) مرشح مرشح منهم 250 مرشحة، وباستثناء نواب جبهة العمل الإسلامي كونهم قاطعو الانتخابات " لتاريخه " ، والنواب الذين أصبحوا أعيان ، فان كل أعضاء مجلس النواب السابق سترشح للانتخابات و ( 100% ) من أعضاء المجالس السابقة مترشحين للانتخابات ، يا اخوان هاي الارقام نتيجة تحليل في مضومون الاعلانات والصور والبرامج التي تنشر في الصحف منذ منتصف حزيران ولتاريخه ، واللي مش مصدق يفتح الجرايد ويحلل الاعلانات ويتابع الفضائيات ويرصد الزيارات والجولات التي يقوم بها " مشاريع نواب المستقبل " الى بيوت العزاء والافراح ، الكل قاعد بيسخن ليوم التسحين ، وانا بدوري ادعم " الكوتا النسائية " لانه ما رح أيكون فيها مشاجرات ولا صناديق فرز عشائرية ولا كولسات وهيلمات ووعود كاذبة وبوس الذقون، ولا سكاكين ولا عصي ولا تدخل قوات درك ولا قنابل مسيله للدموع مثل الذي جرى قبل ايام . يا اخوان نعيش اجواء " كوكتيل انتخابات بنكهه جوع المناصب والطمع والتنافس غير الشريف للفوز في مقعد نيابي " . اللهم اجل الانتخابات الى اجل غير مسمى ، واستبدل المجلس النيابي بمجلس للمواطن الفقير، واتبع له صندوق المعونة الوطنية وصندوق الزكاة وصندوق الايتام وصندوق الطالب الجامعي، حتى نخفف عدد الفقراء والمعوزين والغارمين وفي الرقاب ، اللهم حول مخصصات مجلس النواب وبدل السفرات والسيارات والمياومات والضيافات الى صندوق الاغذية المدرسية في وزارة التربية والتعليم الذي يطعم ثلاثة ارباع مليون طالب في المدارس الحكومية ، اللهم عطل اجهزة الحواسيب في دائرة الأحوال المدنية، وارزقنا يوم الانتخابات يعاصفة ثلجيه، تغلق الطرقات، ولا نذهب للانتخابات . يا عالم نقولها بالفم الملآن " بدناش " مشاجرات وتوترات ومشاحنات ، يا عالم ما "بدناش " انتخابات بدنا أنحب بعض ؟ .
وبعد،،، هذه سلوكيات اجتماعية خاطئة ترتكب في رمضان ، ارصدها وأنقلها إليكم بأمانه حتى لا ترتكب من قبل البعض وتؤدي إلى المعاناة النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، أتمنى لكم صوما هنيئا وإفطارا مباركا، وللحديث بقية .
ohok1960@yahoo.com
أكاديمي – تخصص علم اجتماع