بعد أربعةٍ وسبعينَ خريفاً!!
حيدر محمود
31-05-2022 12:29 AM
(1)
لَهَثْنا وراءَ السَّرابِ
وتاهت خيالاتُنا في خيالاتِنا
عَصَبْنا جِراحاتِنا بالحِرابِ..
سكبْنا على النّارِ زَيْتاً وناراً،
ونِمْنا على وَخْزِ أنّاتِنا
ليالٍ مَضَتْ..
أَشْهُرٌ..
سنواتْ..
نُلاحقُها.. وَهْي تَهْرُبُ.. عَبْرَ الفيافي، وَعَبْرَ المنافي
وعَبْرَ المُحيطات..
نَتْبعُها.. بالخُطا المُتْعباتْ
نُفَتِّشُ عن «آخرِ الظِّلِّ»..
نَبحَثُ -في وَهَجِ الشَّمسِ- عن وَهَجِ الشَّمْسِ،
نلقاهُ.. ما زالَ خَلْفَ السَّرابِ..
لَهَثْنا وراءَ السَّرابِ
شَرِبْنا، ارْتَويْنا، ملأْنا الخَوابي
سَقَيْنا نباتَ القِفارِ المواتْ
فأخْصَب بالثَّمراتْ!!
وَشِدْنا -على الرَّملِ- للرّيحِ دارا
وجاءَ مع الرّيحِ «طَيْرٌ»، فغَنّى، وطارا!
جَعَلْنا رمالَ الصَّحاري بساتينَ
تَمْرَحُ فيها الأماني العَذارى..
وَنِمْنا، ولكنْ على وَخْزِ أنّاتِنا
وفي الظِلِّ، ظِلِّ خيالاتِنا
وما زالت الشَّمسُ خَلْفَ حُقولِ السَّرابِ
ونحنُ نُفَتِّشُ عَنْ «وَهَجِ الشّمسِ»
في وَهَجِ الشَّمسِ، خَلْفَ السَّرابِ!!
(الدستور)