"ادرينالين" أسماء مصطفى .. صرخة أُنثى
طلعت شناعة
30-05-2022 11:06 AM
هل تكفي 45 دقيقة من الأداء المُبهِر للتعبير عن معاناة "امرأة" وجدت نفسها "بين مِطرقة الواقع القبيح" و"جرح الجسد" المتمثّل بإضافتها بـ "سرطان الثدي"؟
هذا ما سعت إليه الفنانة أسماء مصطفى من خلال عرضها المسرحي الذي بدأته امس بالمركز الثقافي الملكي/ المسرح الدائري "مسرح المرحوم محمود ابو غريب" ويستمر اليوم وغدا بدعم من وزارة الثقافة.
ومنذ دخول الجمهور إلى قاعة المسرح، يبدأ العرض قبل أن يبدأ..
وأعني حين يرى بطلة المسرحية تتوسط "خشبة" الفُرجة لعدة دقائق قبل ان تقوم لتعبر بحركات وايقاع الجسد وحده، عن عذاباتها.
وبذلك الأداء الصامت الموحي بالاشارات تقدم "ملخّصاً" لأهم تشظّيات "الاُنثى" المسكونة والمعجونة بالألم، حيث أبرز ما في جمالها "صار كتلة معطوبة".
تسترجع الماضي، ماضيها ابنها "بحر" الذي ابتلعه البحر.. وزوجها "الفنان التشكيلي" الذي انتقل من "جمال الفُرشاة" و"عالم الالوان"، إلى "التطرّف" واستبدل "الفرشاة" بـ "البندقية" و"الالوان" بـ "المتفجرات" وقتل الابرياء بعد كانت اصابعه ترسم "الفرح" للناس.
سرطان الجسد.. ليس وحده ما أصاب روح الأُنثى، بل أيضا "الواقع القبيح" للعالم العربي الذي تشوَّه بسبب ما أصاب الفلسطينيين جرّاء الاحتلال الإسرائيلي ومرحلة الشتات.
لتفاجئنا الفنانة / المبدعة اسماء مصطفى بداء راق لرقصة "البوتو".. وهي بالمناسبة رقصة "يابانية" ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية احتجاجا على القنبلة الذرية التي ألقتها امريكا على هيروشيما وناغازاكي.
أداء مُفعم بالالم والرجاء قدمت بطلة "الأدرينالين" كل طاقتها بحركات راقصة جعلتنا نتحسّس أرواحنا "المتشظيّة".
أكدت أسماء مصطفى في "ادرينالين" أنها فنانة "مثقفة" و"جريئة" وقد وجدت في المسرح ما تريد إيصاله وقوله.. ونقلت لنا "ادرينالين" الخوف والرعب، فاستفزّت أرواحنا.
اظنّها.. نجحت في ذلك !