facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النقد .. ومهارات التفكير


بسمة العواملة
29-05-2022 12:25 AM

(بلا فلسفة زايدة) من اكثر العبارات و التعليقات التي قد نسمعها عند طرح احدهم لفكرة قد لا تلقى القبول او الإستحسان من الآخرين ، بل و قد يتطور الأمر الى مهاجمة صاحب الفكرة ذاته و إتهامه جزافاً لمجرد الإختلاف في الرأى ،

هذا يسوقنا الى التساؤل عن مدى حاجتنا الى تعليم النشىء طلاب المرحلة الدراسية اصول و كيفية تبادل الحوار و قبول الآخر ، و التشجيع على التفكير النقدي من خلال عرض الفكرة و الدفاع عنها بالإقناع وتقديم الحجج و البراهين ، من خلال التفكير القائم على العقل و المنطق ، بحيث يكون المجال متاحا أمام الجميع لطرح افكارهم و تقدير و إحترام هذا الإختلاف بالرأى و إعتبارهذا التنوع هو من قبيل اكتساب المعارف و زيادة الوعي القائم على التفاعل الإيجابي مع الأخرين .

ولطاما أُثيرت في الآونة الأخيرة تساؤلات كثير من العاملين في حقل التعليم و التربية ، عن سبب عزوف مدارسنا و مناهجنا الدراسية عن تدريس مادة الفلسفة منذ ما يزيد عن اربعة عقود من الزمن ، على الرغم من الحاجة الملحة لتعليم النشىء عن ماهية التفكير الناقد و الإبداعي ، بدلا من الإعتماد على الأساليب التقليدية المتمثلة بإسلوب التلقين و الحفظ ، وذلك لمواكبة التطورات الفكرية و توسيع مدارك عقول الطلبة ، بتشجيعهم عى البحث و التحليل بتجرد و التفكير خارج الصندوق .

ففلسفة التفكير الناقد تقوم على توسيع أفاق التفكير بحرية و حكمة و عدم الحجر على أفكار و آراء الآخرين .

فلم يعد مقبولا و نحن على أعتاب حقبة زمنية جديدة من عمر الدولة الأردنية ، هذا التخوف المجتمعي الموروث الغير مبرر من إدراج مادة الفلسفة و التفكير الناقد في المناهج الدراسية ، و إظهارها و كأنها إتجاه فكري يهدد الثوابت بكافة اطيافها، بخلاف ما هو معلوم من أن مادة الفلسفة تقوم عى قبول الرأي و الرأي الآخر و محاربة التشدد و التطرف في الدفاع عن الفكرة و التصدي لما يعرف بظاهرة العنف في الجامعات و قبلها ما يسمى بالتنمر في المدارس بين الطلبة على إختلاف مستوياتهم الدراسية ، من خلال تعليم الطلاب إحترام الآخرين إتجاهاتهم و آرائهم ، أفكارهم و معتقداتهم ، و تشجيعهم على التعرف على وجهات النظر المختلفة و الإيمان بأن الحقيقة ليست ملكا لأحد و من أن الإختلاف لا يعني الخلاف ،

وما دمنا نتحدث عن تحديث منظومة التعليم فليس اولى من اعطاء مسألة تجويد المناهج الدراسية الأهمية القصوى ، و ذلك بإعادة صياغتها و تحسين مضامينها بحيث تتوائم مع التطور المتسارع في حقل المعرفة و العلوم بغية إحداث نقلة نوعية في التعليم المدرسي في بلادنا ، تعليم يقوم على تحويل الطالب من مجرد متلقي الى طالب مفكر و منتج مؤمن بمبادىء العدالة ، حقوق الإنسان وفي احترام الأديان و ثقافات الشعوب ، وخلق جيل يسهم ليس فقط في إكتشاف أخطاء المجتمع لا بل في محاولة إيجاد الحلول .فإدراج مادة الفلسفة ضمن مناهجنا الدراسية لم يعد ترفا و إنما ضرورة تحتمها مواكبة عصر التطور و المعرفة ،

وقد لخص قول ارسطو أهمية الفلسفة في حياتنا عندما قال « علمتني الفلسفة أن أفعل دون اوامر ، ما يفعله الآخرون خوفا من القانون«.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :