أدار رئيس حكومة العدو الصهيوني/ بينيت, ظهره بازدراء, الى ما قيل ان إدارة بايدن «طلبتْ» تغيير مسار «مسيرة الأعلام", التي تُنظمها المجموعات اليمينية/اليهودية المتطرفة بمشاركة إئتلاف أحزاب/الصهيونية الدينية, مُقرراً/بينيت مُضي المسيرة وفق ما قرّر مُخططوها (الدخول من باب العامود مرورا بالحي الإسلامي ومحاولة دخول الحرم القدسي, وصولا الى حائط البراق/المبكى يهوديا..عبر باب المغاربة).
وإذ ينظم المتطرفون اليهود هذه المسيرة » الضخمة/المستفزّة » سنوياً بمناسبة ما يصفونه يوم «توحيد القدس» (قرّرته دولة الإحتلال «عيداً وطنيّاً») تتقدمها بالطبع «جماعات الهيكل» وعلى رأسها المنظمة الأكثر تطرفاً لاهافا/أي اللهب, التي تروم هدم مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل/الثالث مكانه, بزعم ان الهيكليْن الأول/والثاني كانا في المكان عينه قبل خرابهما، فإن اللافت هو التشدّد الذي يبديه «الثلاثي» بينيت،غانتس ووزير الأمن الداخلي/الشرطة عومر بارليف إضافة الى مفوّض الشرطة/كوبي شبتاي، ما يؤشر بين أمور أخرى الى رغبة واضحة بتصفية الحسابات مع الشعب الفلسطيني, وبخاصّة أهالي لقدس والداخل الفلسطيني/48 اضافة الى قطاع غزّة, بعد أحداث نيسان/ايار2021 الدموية, التي تزامنت مع شهر رمضان, ما أفضى الى حرب الـ«11» يوماً، أطلقت عليها قوى المقاومة اسم/سيف القدس, فيما وصفتها اسرائيل «حارس الأسوار».
الأجواء الراهنة مُختلفة عن تلك التي سادت العام الماضي, خاصّة في المواجهة الشعبية لقرار إخلاء حي الشيخ جرّاح ومسيرة الأعلام واقتحامات المسجد الأقصى، إضافة بالطبع الى ملابسات انهيار حكومة نتنياهو(الذي قرّر الغاء مسيرة الاعلام حينذاك) من أجل توريط «بينيت", الذي نجح في «تركيب» إئتلاف حكومي/هجين, جمع بين أقصى اليمين وأقصى اليسار وبينهما أحزاب يسار/ويمين الوسط, إضافة لمظلّة أمان وفرها له الإسلاموي المتصهين/منصور عبّاس وكتلته, ليضمن تأييد أغلبية برلمانية بسيطة (61 نائباً من 120).
بإقتراب مرور عام على تشكيل حكومته الأولى 13/6/2021), يخشى «بينيت» فقدان مستقبله السياسي، ليس فقط أنه لم يصدّق حتى الآن أنه بات رئيساً للحكومة, رغم أن حزبه/يميناً لم يتوفر سوى على/6 مقاعد وقتئذ), بل أيضاً لأن استطلاعات الرأي الأخيرة تقول: ان حزب «يمينا» لن يجتاز نسبة الحسم, لهذا يبُدي أقصى درجات التشدّد, علّه ينجح في المحافظة على قاعدة انتخابية تمنحه فرصة البقاء داخل المشهد الحزبي.
زد على ذلك استحقاقات/وتداعيات «الأزمات» التي يواجهها, سواء التي تفتعلها اسرائيل أم خصوصاً «ما تُمني» نفسها أو تتوقعه/بالتنسيق مع واشنطن, لتوسيع دائرة التطبيع والتحضير لقمة اقليمية/اقرأ عربية, برعاية أميركية وحضور اسرائيل بالطبع، ما يُسهم في تهميش متزايد للقضية الفلسطينة, في ضوء الرفض المطلق/المشدّد الذي يبديه «بينيت» ووزير الخارجية/يائير ليبيد, ازاء دعوات إحياء «المفاوضات» مع سلطة الحكم الذاتي/رام الله, أو حتى مجرد الإجتماع مع رئيس السلطة/محمود عباس. دون إهمال «مستقبل» الملف النووي الإيراني, بعد تصريحات أميركية/إسرائيلية تتحدث عن إحتمالات «ضعيفة» لإحيائه.
في المجمل ثمّة «تخوّفات» اسرائيلية من خروج الأمور على نطاق السيطرة اليوم في القدس خصوصاً, ونورد تاليا» «ثلاثة» نماذج من مقالات كثيرة ازدحمت بها الصحف الإسرائيلية الجمعة27/5 على النحو التالي: كتبت رفيت هيخت في » هآرتس» مقالة بعنوان:هستيريا رفع الأعلام جاء فيها «مَن يشحن جسما بكل هذا القدر من الاهمية والمشاعر، هو انسان ليس لديه ثقة في نفسه وفي وجوده. ولهذا - فانه ايضا انسان خطير جدا. اليهود الذين يُحيون بحب علمهم وايضا اولئك الذين يُعجبون جدا بالعلم الفلسطيني ويشجعون الفلسطينيين على التلويح به، مَسجونين في الحقل الرمزي الذي يُقارب الفاشية. في مكان تُرى فيه الاعلام لا يُرى فيه البشر».
أما سيما كدمون/«يديعوت أحرونوت» فقالت في مقالتها:».. بالنسبة لبينيت الحديث هنا لا يدور عن موضوع سياسي، بل عن موضوع سيادي. فما فعلناه في ثلاثين سنة لن نتوقف عن فعله في السنة الـ31. لو أن السياسة لدينا تتم بشكل طبيعي لكنا وجدنا في المعارضة مَن يهنيء بينيت على شجاعته. وباستثناء سموتريتش، لن تسمعوا أي مديح أو تشجيع من قِبل المعسكر الذي كان من المفروض أن يمدح هذه السياسة».
لكن نداف شرغاي في/إسرائيل اليوم كتب قائلاً:» عندما في شرق القدس يدوسون على أعلام اسرائيل والمدارس تُلغي الرحلات الى القدس. من المحظور علينا التنازل عن هذا الحدث. ومسيرة الاعلام ايضا هي رد على الارهاب الذي يحاول المس باليهود على طول هذا الطريق, وايضا ردا على خطط تقسيم القدس».
kharroub@jpf.com.jo
الرأي