facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كواليس المنتدى العالمي للأرض


عمر الشوشان
27-05-2022 12:14 PM

بإصدار إعلان البحر الميت لمواجهة ازمة المناخ العالمية، اختتمت فعاليات المنتدى العالمي للأرض بنسخته التاسعة في البحر الميت يوم أمس بنجاح كبير من حيث التنظيم وحجم المشاركة الدولية، حيث شاركت ٨١ دولة و ٣٠٠ مؤسسة حكومية ومنظمات أممية ومجتمع مدني، وجاء افتتاح اعمال المنتدى يوم الإثنين الماضي برعاية ملكية سامية الذي استمر لأربع ايام متتالية، وقبل الافتتاح بيومين عقد لأول مرة منذ التأسيس منتدى الشباب العالمي للأرض في محمية عجلون بمشاركة ١٠٠ شاب وشابة من مختلف انحاء العالم.

التحالف الدولي للأرض ومقره في روما-ايطاليا وبالتعاون مع مؤسسة بذور جاءوا الى الاردن قبل ثلاث سنوات طالبين استضافة هذا المنتدى العالمي، والذي سيعقد ولأول مرة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، طرقوا ابواب عدة جهات حكومية وذات علاقة مباشرة، ولكن لم يجدوا اي تقدير لأهمية هذا الحدث من الناحية السياسية والاقتصادية، رغم قناعتهم بتوفر جميع مبررات اقامته، ولكن شعور عدم تحمل المسؤولية والخوف من اتخاذ القرار كان هو الدافع الرئيسي خلف الرفض من الوزارة ذات الاختصاص القانوني والفني.

واعلمني أحد المنظمين، انه بعد فقدان الأمل بالجهة المختصة، قرروا التوجه الى وزارة الزراعة، التي بدورها رحبت بالفكرة ودعمتها وطنيًا وسياسيًا، وشكلت فريق عمل يضم مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع مدني والإعلام، بالرغم انها لم يسبق لها الخوض في هذا المضمار، ولكنها عبّرت عن الإرادة الوطنية كما يجب، مما عزز الثقة لدى الجهة الشريكة الإتحاد الأوروبي بدعم وتمويل إقامة المنتدى نظرًا للشراكة الإستراتيجية والقوية مع الأردن.

والحق اقول ان الوزارة اثبتت من خلال وزيرها معالي المهندس خالد حنيفات وكوادرها واللجنة الوطنية انهم على قدر عالي من تحمّل المسؤولية والتنظيم حتى اخر لحظة من ايام المنتدى وبشكل يليق بصورة الأردن وسمعته المميزة وهذا ظهر جليًا في البيان الختامي للمنتدى.

الحدث من الناحية اللوجستية كان يضاهي ما نشاهده في الدول المتقدمة في تنظيم المؤتمرات الدولية، وساعد في ذلك كله توفر المنشآت السياحية في البحر الميت ذات الخدمة العالية وخاصة قصر المؤتمرات الذي يثبت في كل مناسبة دولية انه ضرورة وطنية.

فنياً، المحاور التي طرحها المنتدى هي التحديات الرئيسية التي تؤرق صانع القرار في اي دولة بالعالم، بمقدمتها قضايا التغير المناخي، والأمن الغذائي والزراعة والمياه، وحق المجتمعات المحلية في الوصول العادل للموارد الطبيعية من خلال إطار حوكمة استخدامات الأراضي.

سياسيًا، كان المنتدى منصة ذات طابع عالمي جمعت العديد من المسؤولين الأمميين، وجهات مانحة، ووزراء من عدة دول، اكدوا جميعًا على أهمية التعاون الدولي، وتوفير الدعم المالي والتقني في مواجهة ازمات المناخ والأمن الغذائي، وغيرها من القضايا ذات الصلة، كما افرد المنتدى مساحة لقضايا الاحتلال وركّز على حق الإنسان الفلسطيني في الوصول العادل والآمن لأراضيه والتمتع بثرواته.

اقتصاديًا، شكّل المنتدى فرصة لإنتعاش المرافق السياحية من فنادق ومطاعم حيث اقام ما يقارب الف شخص في فنادق البحر الميت وعمّان، وكان لمحمية عجلون والمناطق المحيطة نصيب في استضافة ١٠٠ مشارك من الشباب في نُزل المحمية والمبادرات السياحية المحلية.

الأردن له مكانة مقدرة عند جميع الشركاء الدوليين ويعطيه دائما فرصة الأفضلية ولكن هذه الميزة التي وفرتها القيادة السياسية والجغرافية وشعب كريم، تحتاج الى استثمار اللحظة وتحمّل ثقل المسؤولية والتفاني في خدمة الصالح العام،حتى نتقدم في بلدنا الى الدور والموقع الذي يستحق،ودائما نؤمن بأن الأردن يستحق الأفضل.

مرة اخرى شكراً للهمم العالية وبكم الاردن يكبر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :