تعود ربطة العنق الى زمن الرومان حيث كانت ترمز للانتماء وتدل على رمزية الولاء لتيار سياسي في مجلس الشيوخ ولها دلالة خاصة بإستقطاب النصرة في شرفة المجلس او لوبي قاعة الجاليري كونها تدل للانحياز لطيف واعلان موقف تجاه سياسة وكانت تسمى ربطة العنق في حينها (فيسكاليا) وهو ما جعل منها علامة سياسية فارقة ولا يرتديها الا اعضاء مجلس الشيوخ حيث يقوم بارتداءها المتحدث باسم الفريق بثلاث ربطات ظاهرة كما يرتديها من يناصره بربطة واحدة كدلالة على النصرة وتستخدم لعد الاصوات بدلا من اشارة التصويت برفع اليد.
ومن على هذه الرمزية اخذت دلالة ربطة العنق الحديقة تتكون حيث يعود تاريخها لبداية القرن السادس عشر وفي فترة حرب الثلاثين عاما على وجه التحديد والتي دارت في حينها بين شمال اوروبا وجنوبه حيث ظهر بهذه الحرب فرسان الكروات بميزة ميزتهم عن غيرهم من فرسان اوروبا وذلك للجهوزية العالية التي يتمتعون بها بالقتال ولطبيعة الهندام الذي كان يرتدون والذي كان من صناعة نسائهم ومن نسج ليف غاباتهم وهو مربع ومربوط برباط عنق من أعلى ومعقود بثلاث عقد وهي العقد التي ما زالت تستخدم الى يومنا هذا وهي تدل على الشرف والتضحية والشجاعة من اجل الحماية والعناية والرعاية.
فرسان كرواتيا الذين شكلوا مثالا يحتذى في حرب اوروبا شكلوا ايضا رمزية عند مجتمعاتها عندما ميزتهم عناوين الفزعة التي كانوا عليها يقفون كلما اشتدت المعارك على الإمبراطورية الرومانية انذاك والتي تم تقسيمها بالسابق الى ثلاث اقاليم الفرنجة (فرنسا وبلجيكا والمانيا )والقوطة الغربية (جزء من فرنسا وروما وإسبانيا) والقوطة الشرقية والتي كانت تعرف بالبيزنطينية وكانت عاصمتها القسطنطينية وذلك قبل دخول هذه الممالك في رحلة السيطرة وامتداد النفوذ التي استمرت الى ما قبل عملية اعادة تكون الذات الاوروبية التي افلت منذ ان تم تقسيم نفوذ العائله الميروفنجية التي كانت تحكم الإمبراطورية الرومانية.
لتتشيع عليها تكوينات عرقية وتنشب عليها حروب الولاء العرقي والانتماء المذهبي في حرب ثلاثين سنة اوروبية والتي كان الجميع اثناءها تنتظر الفزعة من فرسان كرواتيا وفيما اخذت تشكل ربطة العنق عملة تداول يتم تداولها طلبا لوصول الفزعة في المعارك كما اخذت ربطة العنق التي يرتدون تميز فرسان كرواتيا عن غيرهم و تشكل علامة تمايز في تميزهم في المعارك وهو ما جعلها تشكل رمزية عند فرسان الفرنجة كما عند السياسيين وتدل على صلابة الموقف وتشكل عنوانا للنخوة.
حتى اخذ الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا ربطة الكروات واسمها كرافتية نسبه لهم وجعلها تنتشر على نطاق واسع بدلالة اللون وطريقة ربط العقدة التي كانت تميز عرق (جيرمان عن الفرنسي ) بعد ما كانت اختلطت اعراقهم في مملكة الفرنجة وبقيت كرافيته المشتقة من كلمة كروات تدل على معنى التميز والانحياز وتشكل ربطة الفزعة.
وفي مدارس القيادة التميز تهدى ربطة العنق لتعظيم رابط منزلة وان طلبت فهي دلالة على طلب الفزعة من اهلها.