الاستقلال: رهان قيادة وأصالة شعب
د.طلال طلب الشرفات
26-05-2022 10:42 AM
في غمرة احتفالات المملكة بعيد الاستقلال ينهض الوطن بعنفوانه الخالد، وحكمة قيادته، واصالة شعبه إلى مصاف الأمم الحيَّة التي تسهم في البناء الإنساني، وتحفظ تاريخها وتضحيات شهدائها، وتضحي إنموذجاً في العطاء والرفاه، فتقبض على جمر الوطنية الذي لا ينتهي، وتفيض بالانتماء للتراب الخالد، فالاستقلال قيمة تحاكي الروح، وتعيد الاعتبار للرجولة والذات.
ولعل الاستقلال للوطن ملحمة طهر سطرت فصولها توأمة خالدة بين الأردنيين، والهاشميين، ورسم ملامحها امتزاج حكمة القيادة، ونضال الأردنيين في بناء الكيان وصيانة الكينونة، فالدماء التي روت ثرى الأقصى وفلسطين في مشهد مهيب كان سنان الرمح فيه الملك المؤسس عبدالله الأول الذي قضى شهيداً على أعتاب الأقصى الشريف، وواضع الدستور الإنموذج الملك طلال، وباني الأردن الحديث المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
واليوم يأتي الاستقلال بحكمة وشجاعة قيادة، وحياة أمةً، وتضحيات شعب كان الوطن لهم سويداء القلب فحفظوه بين الرمش منهم والعين، وصانوا هذا الاستقلال بمزيد من العمل الجادّ؛ لتعزيز الإنجازات الوطنية، وقيمنا الحية، وسلمنا الأهلي مما يؤكد حقنا في الاحتفال باستقلالنا وإنجازاتنا التي ترسخت رغم كل التحديات واجهت الوطن منذ حقبة التأسيس وحتى يومنا هذا.
خطاب جلالة الملك المفدى في يوم الاستقلال شخّص محاور الإنجاز الوطني في التحديث والتطوير، والإصلاح الاقتصادي والإداري باعتبار ذلك ثالوث التقدم والمتطلب السابق؛ لتفكيك أحجية الفقر والبطالة كي يكون التحديث هدية الاستقلال للشباب لولوج مرحلة الحكومات الحزبية البرامجية التي تتجاوز الأشخاص إلى أفق البرامج والحلول؛ لأن الوطن الذي واجه من التحديات ما يكفى لأن يحتفل أبناؤه بفضاء الاستقلال المشرق.
احتفال الوطن بالاستقلال، وتكريم المؤسسات، وكوكبة من المبدعين رسائل ملكية واضحة تتضمن أن الإنجاز والإبداع هما العنوان الأوحد للتقييم في المرحلة القادمة، وإن المبادئ الأخلاقية التي تضمنتها تكريم الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة تؤكد أن الحقيقة لا تغطيها صلف الاحتلال وان الشعوب الحيَّة لا يمكن أن يخبو بها جذوة النضال من أجل تقرير المصير، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، فالوصاية الهاشمية ستبقى المعين الذي ينهل منه الشعب الفلسطيني معاني الصمود والتضحية.
التأثر الملكي الكبير في قصة المبدع علي الشجراوي تعبّر عن تجليات الملحمة الأردنية في محبة القائد لشعبه، وحرصه على رفاه شعبه وترسيخ استقلال وطنه، وتؤكد أن آل هاشم الأخيار سادوا بأخلاقهم، وتواضعهم، ونبلهم وقادوا بحكمتهم وشجاعتهم وتمسكهم بالمبادئ والمثل والقيم الوطنية والإنسانية وكان سيدنا وقائدنا وملهمنا جلالة الملك المفدى -حفظه الله- المثال الحي على تلك الصورة المشرقة في القيادة والريادة.
في يوم استقلالنا الوطني يحق لنا أن نفخر بوطننا وشعبنا، وقيادتنا الهاشمية؛ بل من واجبنا أن نلهج بالدعاء إلى الله دوماً بأن يحفظ وطننا وقائدنا وشعبنا من كل سوء. اللهم امين.
وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير