بين الحدة والهدوء ،وأقل قليلًا من درجة الصخب،توقفت أمام حالة يغلب عليها طابع الدهشة ،أكثر مما يغلب عليها طابع الإدراك للواقع، وأنا اقترب من عمر استقلال المملكة ال76 وتلك معضلة أخرى إذا لزم الأمر ،أنا وغيري من جيل الشباب ،أو ما تبقى من أطياف العمر لا زلنا نتقلب في آراء ومواقف عدة.
اليوم ..بماذا أعدكم ؟! وأنا أدرس جيلًا من الشباب في جامعتنا الغالية،وأقول نحن هنا نسمع الحقيقة في ساحاتها،وطن صغير بموارد متواضعة،ورسالة لا حدود لها،ينبثق من الحاضر والمستقبل، وبصمات لا تنسى من الماضي العريق، وسأنطلق تجنبًا للإطالة من بداية الاستقلال، وذكرى التأسيس ،حيث تجمعت جملة رؤى ومفاهيم ومقولات سواء على الصعيد السياسي والفكري،ولكن لا بد من الإشارة إلى أن ذكرى الاستقلال ،وذكرى المئوية اللتان سبقتا هذة المرحلة ،قد مرتا بمرحلة مخاض وصراع وتوتر لا يستهان بها، لا بل مرت الأيام الاردنية بمراحل من التفاعلات ،وردود أفعال إزاء أحداث كثيرة ،فوجد الوطن نفسه يقوم برد فعل كنوع من الحماية للأهل والنظام ،وهكذا تولد لدينا سياسات ورؤى ،تتنازع فيه عناصر الموروث الديني والوطني والقومي .
هذا الوطن وحده دون غيره وجد نفسه وحيدًا ،أمام عدو متعدد الأذرع والقدرات ،ومدعوم من قوى عالمية ،لا قدرة للأردن بمواجهتها ،لكنه صمد وناضل وحاول ضمن القدرة المتوفرة ،وها هو اليوم يحتفل بالاستقلال ،وإضافة لكل هذة التحديات ،ودون تصغير ناضل تجاه قضايا ،كتلك الباحثة عن طمأنينة الرغيف ،وربطة العنق ، ومنزل لفقير يقدم بالمجان ، ومحاولة إيجاد وظيفة لعاطل عن العمل، ولم يقف الكلام الأردني المكتوب في الصف الطويل لينال قدره أمام التحولات الدولية،لكنه استطاع -دون غياب- أن يحرق المراحل ويتجاوز عليها بصورة كبيره .
وبقي في مسيرتنا اولئك الذين يكتبون بلغة هاشمية ،واستغرب كل الاستغراب من اولئك الذين يتطاولون على هذا الحمى ،ورغم الصعاب نكرر مع القائد"شدة وبتزول".
فليسقط الصمت في النهاية ،لأنه الوطن والملك والديار،وسيتواصل الإنجاز ،سيأخذ مجراه في القريب العاجل أو القادم من الأيام ، وستسجل ذكرى الاستقلال لحظة من ضمن واقعية موضوعية،وسنتأثر بأوضاع من هنا وهناك ،علمًا بأن التأثر ينتج عنه فهم عميق .
أختتم ..إذن أين الدور الذي أتكلم عنه..انتظروا.
تابعنا اليوم الاعلام الاردنيه تجوب شوارع المملكة في جميع المحافظات غنينا و دبكنا جميعًا لنحيي هذه الذكرى الغالية التي انتزعها الجد المؤسس من يدي المستعمر الذي كان يهيمن على كافه دولنا ورفع الشعار عاليًا وحده وحرية وحياة افضل … كل عام وانتم بخير