حمل خطاب جلالة الملك الذي تحدث به بمناسبة عيد الاستقلال أمس للمواطنات والمواطنين، رسائل غاية في الأهمية، ومضامين ثريّة تحكي قصة مجد وطن تفوّق في كافة المجالات رغم التحديات والعقبات التي لازمت مسيرته عبر تاريخ حافل بأحداث لم تكن سهلة يوما، ناهيك عن تحديات الجغرافيا بموقع المملكة في منطقة صراع تاريخي بغالبية الدول المحيطة بالمملكة.

خطاب جلالته أمس الذي أضاف لاحتفالية الاردنيين بعيد الاستقلال رسالة اطمئنان بقادم زاخر بالمنجزات المبنية على رؤى واضحة من جلالة الملك تكمل مسيرة الاصلاح وتجعلها منظومة متكاملة سياسيا واقتصاديا واداريا، وصولا بالخيار الأردني الذي اختاره ليكون مفتاحه لولوج المئوية الثانية لتأسيس المملكة، فهو التأكيد على الاستمرار بهذا النهج حتى يتم تطبيقه بشكل عملي.

حتما خطاب جلالة الملك يحتاج لقراءات كثيرة للوقوف على كافة مفاصله التي تحمل جميعها أهمية كبيرة، جعلت لإحتفالية عيد الاستقلال أفقا واسعا من الأمل بقادم مليء بالانجازات، والخروج من كافة تحديات المرحلة بقوّة، وانجاز، تحديدا بعد ما تركته جائحة كورونا من تداعيات ونتائج سلبية على أغلب القطاعات إن لم يكن جميعها، ليؤكد جلالته أن الأردن قادر وفي اطار رؤى جلالته ومسيرة التنمية ونهج الاصلاح سوف يتجاوز هذه التحديات والتبعات السلبية، ويخرج من كل هذه التحديات لإنجازات تليق بالأردن.

زادت احتفالات المملكة أمس بعيد الاستقلال بهاء وألقا في خطاب جلالة الملك، وكلماته التي تحدث بها جلالته وخاطب الأردنيين والأردنيات، خاطبهم أبا وأخا وملكا، مثمنا ومعتزا بدور كل نشامى ونشميات الوطن لما قدموا من انجازات، كلّ في موقعه، وواضعا خطة عمل للقادم تستند على منجزات هامة ستجعل من الغد الذي سيبنيه الشباب مختلفا بحجم التطور.

يوم مميز ومختلف، يوم تزيّن بأشكال مختلفة من الاحتفالات الرسمية والشعبية، يوم زيّن به العلم الأردني حياة الأردنيين، علا على منازلهم وسياراتهم ومؤسساتهم، وفي أيدي الشباب والأطفال، كان رمزا للتأكيد على حب وطن أوجد لنفسه حالة حبّ خاصة في قلوب ابنائه، حبّ لا يشبه سوى الأردن والأردنيين، يوم جعله جلالة الملك في تهنئته لشعبه يوما خاصا مميزا يسجله التاريخ ليس فقط في بطون الكتب، إنما في ذاكرة وقلب الأردنيين، لما حمله من رسائل هامة على كافة الصعد، وشكّل بحرفية المعنى حالة جادة من العمل والتعافي من نتائج كورونا.

(الدستور)