يعيش الأردن لحظة تاريخية وهو يعبر مئويته الثانية يبني على قرن من الإنجاز والمعاناة ، والحفر على صخرة الثبات ، بإمكانيات متواضعة ، وكثيرا من الأزمان لم تكن متوفرة ، ولكن تلاحم القيادة والشعب وفر إرادة قوية جعلته يتخطى كل صعب واجهه، وراهنت القيادة على الإنسان الأردني وراهن هو على قيادته فكان رهانا عظيما حيث أنتج إرادة صلبة وإصرار على العمل والبناء فكان الأردن مملكة تسبق دولا كثيرة تملك ثروات كبيرة.
اليوم يحتفل الأردنيون بأول عيد استقلال في المئوية الثانية ، في ظروف غاية في الصعوبة على كل الجبهات ، ولكن بتفاؤل وأصرار كبير على تحويل الصعوبات إلى إنجازات كما هو الحال على طوال العقود الماضية ، حيث طغى الإنجاز على الصعوبات وأبهرت صورة الأردن البهية العالم.
الملك في خطابه اليوم كما هو دائما ومنذ أن تسلم سلطاته الدستورية وفي كل مرحلة يبشر الأردنيين ويضع قواعد المرحلة القادمة ، فبعد انطلاق قاطرة الإصلاح بإرادة صلبة من خلال تحديث منظومة القوانين السياسية والدخول ألى مرحلة انتقالية لبناء حياة حزبية وبرلمانية هدفها الأساس التنافس البرامجي على خدمة الأردنيين ضمن سيادة القانون على الجميع بموازاة ثورة إصلاح اقتصادي وإداري ، تكون البلاد قد رسمت معالم الطريق بأساس قوي يمكنها من أن تكون جزءا من حركة التطور العالمي التي أصبحت ضرورة لكل شعب في هذا العالم الذي بات يتسم بسرعة التطور والتغير ، وكل هذا سيكون كما يريد الملك أن يكون عماده الشباب الذي سيكمل بناء مستقبل هذا البلد.
الملك اليوم رسخ من جديد أن الأردن سيظل منحازا لعروبته ، وسيظل أحد روافعها والمدافعين عنها ضمن تعاون عربي كبير هدفه خدمة الشعوب العربية ومساعدتها على مواكبة التطور العالمي حتى يأخذ العرب مكانهم الطبيعي بين الأمم ، ويكونوا أصحاب قرار في القرار العالمي.
القضية الفلسطينية هاجس الملك الكبير ، حيث يحمل ملفها وهمها أينما ذهب وأينما ارتحل وأينما تحدث ، وسيظل حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم في دولتهم وعلى أرضهم ، وستظل أمانة الوصاية على المقدسات هاشمية يدافع عنها الملك عبدالله الثاني بكل قوة وإيمان.
حدد الملك في خطابه معالم المرحلة الجديدة التي يعبرها الأردن متسلحا بإرادة قوية عنيدة عنوانها التغيير نحو الأفضل من خلال الإصلاح الشامل على كل المستويات وعلينا أن نلتقط اللحظة التاريخية والإرادة الملكية ونكون على مستواها حتى تتحقق المصلحة العليا لنا جميعا ويبقى الأردن شامخا دائما بعون الله تعالى في معركة البناء والإنجاز وحتى تكون الأجيال القادمة قادرة على البناء على قاعدة صلبة.
وسيظل الأردن هاشميا عربيا صاحب رسالة خالدة.