من المملكة الأولى إلى الرابعة .. قصة نجاح اسطورية رغم الفتن
محمد منارور العبادي
25-05-2022 02:24 PM
في الذكرى ال76 لاستقلال المملكه الاردنية الهاشمية ـ يستذكر الأردنيون ومحبيهم في كل مكان ، قصة وطن صغير بجغرافيته وبموارده، ولكنه قوي بحكمة وحنكة قيادته وقدراتها على استثمار موقع الوطن الاستراتيجي،وشعبه المعطاء ، لبناء قوة ديمغرافيه نوعية ، وجيش وطني قومي محترف، واجهزة امنيه قادرة ومقتدرة وفاعلة وفعالة ، ومؤسسات استراتيجية متميزة في جميع المجالات ، حتى اصبح الاردن انموذجا يقتدى في المنطقة والاقليم .
لم يكن ذلك ليتحقق ، لولا " ديناميكية" القيادة الهاشمية المدعومة وطنيا، عسكريا وامنيا ، وقبل كل ذلك، شعبيا وشرعيا ودينيا ، والتي تمكنت من تحويل المملكة الى دولة محورية مركزية، وذلك بالتعاون مع اشقائها، واصدقائها ،ومحبيها في المنطقة والعالم ، تكرس في نهجها وسياساتها وتحركاتها ، المباديء التي حكمت انشاءها وتطورها على مدى قرن من الزمان ، والتي تقوم على العمل لتحقيق الأمن ، والسلام، والأستقرار ،والأمان، والازدهار، لشعبها ولشعوب المنطقة والعالم ،،،في اطار من التشاركية ، ومحبة الآخر ، وتقبل الاختلافات في الاراء والافكار والمذاهب والعقائد ، والتركيز فقط على مباديء الخير والانسانيه التي تجمع البشر ، وتجنب الخوض فيما يفرقهم .
في ذكرى الاستقلال ، يستذكر الاردنيون الصعوبات والتحديات العسكرية والامنية ، التي واجهت القيادة الهاشمية والشعب ، خلال عقود من الزمن ، وصلت الى حد الغزو المسلح الخارجي، والفتن الداخلية، ومحاولة السطو على سيادة الدولة وتمزيقها ،، وكان اخرها فتنة الأمير حمزه ومشار كوه، والتي طلب القائمون عليها ، حسب اعترافاتهم ، دعما خارجيا من دولتين اجنبيتن لتغيير نظام الحكم ، وتاكيد ذلك بمعلومات رسميه من تلك الدولتين .
في ذكرى الاستقلال يستذكر الاردنيون ، احتضانهم لاكثر من خمسة مليون من اشقاءهم العرب ، ممن اضطروا لمغادرة اوطانهم لظروف قاهرة ، فوجدوا في الاردن وشعبه ،حضنا دافئا لهم ، جعلهم يعتبرونه وطن ثان لهم ، حتى ان غالبيتهم العظمى آثروا البقاء في هذا الوطن العروبي ،الذي كان الدولة العربيه الوحيده ، التي شارك بتاسيسها اشقاء عرب ، من كل الدول العربيه . لتكون دولة لكل من فيها من كل المنابت والاصول – كما قال الملك الحسين رحمه الله-ليشارك الجميع في بناء هذا الحمى العروبي الوطني ومنعته واستقراره ، وهي ميزه يفاخر بها الاردنيون العالم كله . مما انعكس ايجابيا على صورة الاردن وشعبه في جميع المحافل الدولية.
في ذكرى الاستقلال ، يتذكر الاردنيون ، بفخرواعتزاز، المواقف الشجاعة لقادة المملكة، عبر ملوكها الأربعة ( من الملك عبد الله الأول ، الى الملك طلال، ثم الملك الحسين ، رحمهم الله..وصولا الى المملكه الهاشميه الرابعة ، بقيادة الملك عبد الله الثاني، اطال الله في عمره ) والذين رفضوا جميعا ، جميع الاملاءات الخارجية، التي استهدفت تغيير سياسات المملكة ،وذلك تمسكا من قادة بني هاشم بالمباديء التي كرستها الثورة العربية الكبرى، وحمل رسالتها احفاد المغفور له الشريف الحسين بن علي ..حتى اليوم ، والى ان" يرث الله الارض وما عليها" ذلك لأن الأردن من خلال قيادته الهاشمية ، يرفض المساومة ،على الحقوق والمباديء والمرتكزات ،التي قامت عليها الدولة الاردنية، مهما تعاظمت الخطوب والمحن والضغوطات ،،
صحيح ان مواقف المملكه الهاشمية الوطنية ، دفعت " البعض " من ابنائه عن حسن او سؤ نيه ، وبدعم خارجي ، مرئي او سري ، الى محاولة تعطيل المسيرة الهاشمية ، وبالتالي الدولة الاردنية ، الا انهم فشلوا ، لأن الله مع الأردن ، ولأن اجهزته الأمنية والعسكرية منيعة ، ولأن اشقاء الاردن واصدقاءه ، يقفون الى جانبه دوما ، حتى مع من يختلف معهم سياسيا احيانا ، لقناعه الجميع بان المملكه الاردنية الهاشميه ، وجدت لتبقى ركنا اساسيا من اركان المنظومة العربية والاقليمية ، بقيادتها واجهزنها وشعبها ،وبنهجها السياسي المتوازن ، القائم على نشر مباديء المحبة ، والسلام ،والتشاركية ، والانسانية، وتعظيم مايجمع دول المنطقة ، واجتناب ما يفرقها ،وذلك لتحقيق الهدف الهاشمي الاسمى وهو ، توفير الأمن والأمان والأزدهار لكل شعوب المنطقة.
وتاريخ الهاشمين ومسيرتهم منذ ان قادوا هذا الحمى ، والتحديات التي واجهت المملكة ، كلها تؤكد ان الأردن وجد ليبقى ، بقيادته الهاشمية ، وشعبه المتعدد المنابت والاصول ، وسياساته الداخلية والخارجيه ،وبطموحاته الانسانيه النبيلة . هذه هي قصة الأردن الاسطورية منذ المملكه الهاشميه الاولى حتى الرابعه والى ماشاء الله باذنه تعالى
وكل عام والاردن واحبة الاردن وداعمي الدولة الاردنية في كل مكان بالف خير
* صحفي وباحث