ثقافة المقاطعة هي ثقافة احتجاجية راقية تنم عن تفاعل المجتمعات وقدرتها على التفاعل مع قضاياها بطريقة حضارية.
اليوم ظهرت حركة (مقاطعة الدجاج والبيض) والتي تقاطع هذين المنتجين لارتفاع اسعارهما كما يروج أصحاب هذه الحركة.
ولي في هذا الوقت ملحوظات أريد أن أطرحها على أصحاب حركة المقاطعة.
في البداية يجب أن يكون محرك حركات المقاطعة هو الاحتكار وليس ارتفاع الأسعار لأن الارتفاع له ما يبرره في الزمان والكلف، حقيقة حركات المقاطعة يجب أن تكون الدفاع عن الحق أينما وجد.
نريد أن نقف على مسافة واحدة وندافع عن ثقافة واحدة تدافع عن جميع أطراف معادلة الحياة في هذا الوطن، المزارع والمواطن وهما الأساس.
ثانيا: من الخطأ أن تقوم حركة مقاطعة وهي غير مستندة إلى الحقائق التي تقنع الجميع.
من الخطأ أن نبدأ حركة مقاطعة فقط لأن الأسعار مرتفعة هذا هو الظلم بعينه، انا تصفحت حركة (مقاطعة الدجاج والبيض) فلم أجد اية معادلات أو أرقام علمية توضح كلف الإنتاج وهوامش الربح الموجود كله كلام ليس له أساس من الصحة أو الدقة وليس من أصحاب الاختصاص.
وهي دعوة لاصحاب حركة المقاطعة ولا اشك في نية هذه الحركة إلا البناء والوصول إلى معادلة عادلة ترضي جميع الأطراف أن نجلس إلى طاولة واحدة تطرح فيها تساؤلاتك جميعها ويجيب أصحاب الاختصاص عليها وتعرف الأرقام الحقيقية وكيف تحسب وكم هي كلف الإنتاج وكم هي هوامش الربح ويتم الاتفاق على معادلة عادلة ترضي جميع الأطراف المزارع والمنتج والمسوق والمواطن.
وعندها نستثمر هذه الحركة في الترويج لمنتجاتنا الوطنية التي تضاهي بجودتها وسعرها المنتجات المستوردة.
ثقافة المقاطعة ثقافة راقية، نريد أن تظل باقية في مجتمعنا وتتوجه بشكل دقيق نحو ثقافة الاحتكار وان لا تتحول وسيلة إلى هدم منتجات قطاعاتنا الانتاجية الوطنية، اظهار الحقائق هو أفضل وسيلة لاحقاق العدل للجميع، غياب المعلومات تعطي دائما نصف الحقيقة ووجودها يغير صورة المشهد كاملا والمشتغلون في القطاع الزراعي يعلمون كم التهويل والغرابة في المعلومات التي يتم تداولها عن هذا القطاع ومزارعيه وهوامش أرباحهم.
من العدل العلم بأن المزارع الأردني هو الخاسر في أغلب الأوقات على مدار العام، عندما تباع منتجاته بأسعار زهيدة جدا لا تغطي جزءا من تكاليف إنتاجه لم تخرج علينا حملة لدعمه وابقائه مستمرا في زراعة الأرض، فقط هو من يجب أن يتحمل.
لنبن هذا الوطن جميعا ونقف بالعدل أمام الجميع. الوطن بحاجة أن يظل المزارع الصغير قائما وان يستطيع المواطن المسحوق العيش والحياة أيضا.