ذكرى الاستقلال .. انتصار لإرادة العرش والشعب
فيصل تايه
25-05-2022 12:00 AM
يحيي الأردنيون بمزيد من الفخر والاعتزاز العيد السادس والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية ، فمع تجدد الذكرى ، يجدد الأبناء والأحفاد مسيرة آبائهم وأجدادهم الذين حملوا مبادئ الثورة العربية الكبرى ، والتي كان الأردن ، وما يزال ، وسيبقى ، وريثها السياسي وحامل مبادئها ، لتتوسد معانيها في النهضة والحرية والبناء والتقدم والازدهار وتحمل المسؤوليات، وصون المكتسبات ، وتبقى الذكرى عالقة في ذهن التاريخ ، كمحطات فخر ومجد لا تمحو الأيام عبيرها ، وستبقى في الوجدان أنشودة وطن يتغنى بها المخلصون من أبنائه وبناته ، متطلعين بعزم وثقة إلى المستقبل الأفضل .
الخامس والعشرون من أيار هو انتصار إرادة العرش والشعب التي جسدت أسمى معاني التلاحم من أجل الحرية والكرامة ، وانطلاقة معارك البناء والتنمية ، وتشكيل المجتمع الأردني الديمقراطي الواحد ، وهي ذكرى عظيمة تستوجب وقفة تأمل في تاريخ الأردن الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة ، وبرهانا على إجماع كل الأردنيين وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز التحديات وهي دليل على التشبث الوثيق بالوطن ، في سنة جديدة تأتـي و تحمل معها هذه الذكرى العطرة .
الخامس والعشرون من أيار ليس حدثا عاديا ، بل هو تتويج فعلي لإنجازات هذا الشعب بهمة رجاله وتضحياتهم في إطار من التلاحم والتمازج بين كافة شرائح الشعب الأردني وقواه الحية ، واستنهاض للحاضر والمستقبل ، وكسب رهانات التنمية ، فمن حقنا أن نعلي الرايات لتبقى شامخة في ذكرى الحدث الكبير لترقى إلى منزلة الأطوار الكبرى في تاريخنا بل إلى أعلاها ، والتي هي ذات أثر كبير في نفوس الاردنيين وعقولهم وإحساسهم ورؤيتهم لمستقبلهم ، فعلى هذا الأساس يجب إعادة تمثل ذكرى عيد الاستقلال باعتبارها من قبيل استرجاع الماضي واستدعاء المستقبل في سياق واحد جامع محفز مشجع للأردنيين جميعا على مزيد من العطاء والبذل.
في هذا اليوم المبارك ، نقف وقفة واحدة ، للتشبث بالأبعاد الفعلية والأبعاد الرمزية لعيد الاستقلال ، الذي يسهم كل عام في دفعنا من جديد نحو واجهة المستقبل المشرق للأجيال ، بل ويسهل علينا الإسهام الإيجابي في نظرتنا للحياة ، ويمكننا من الاطلاع بمسؤوليتنا الوطنية في هذا النطاق ، لان الاستقلال قائم على الإيمان بهذا الوطن ، في عهد قطعناه على التضامن الذي يدعم الصلة بين كل الأردنيين بكل ألوانهم وأطيافهم ، ليتمثل الوفاق والإخاء والتسامح بأروع صوره ، تجسيداً لقيم الخير والعطاء التي تربى عليها كل الأردنيين في بيت بني هاشم بفضل السياسة الرائدة للمغفور له جلاله الملك الباني الحسين ابن طلال -طيب الله ثراه- التي أهلتهم لخوض غمار الحاضر والمستقبل ، ليرث ذلك الفكر جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين مستكملاً مسيرة الخير في إدارة الدولة الحديثة ، وحرصاً من جلالته على أن يجعل أفكار التضامن والتسامح والوفاق من القضايا ذات القيمة المطلقة ، لتصبح منسجمة مع الأفكار الرائدة لتبرز القيم التي شملت فهمنا للواقع وإحساسنا به ، والتي أثرت في مفهوم الاستقلال ذاته ، فلم يعد ذلك الحدث يوحي بأنه مجرد نهاية مرحلة سابقة ، إنما أصبح عهد العطاء والازدهار التي يدخلها الأردنيون متعطشين إلى تطبيق رؤيتهم لمستقبل زاهر ، بتحقيق إرادتهم .
في هذا اليوم ، من حقنا أن نتغنى بالاستقلال ، وان نرتفع رايات العز والفخار لندرك أبعاد هذا الحدث الوطني الكبير ، الذي يزرع فينا المزيد من حب الوطن ، والمزيد من الولاء لترابه الطهور ، وقيادته الهاشمية المظفرة ، والمزيد من التعاضد والتماسك والإخاء ، ليظل الأردن رمزا لكل التحديات وعنواناً للعطاء ونبراس خير وبركة ، لنستحضر الاستقلال على الدوام ، ونفهم معناه الحقيقي لنبني الإنسان بعزيمة الرجال وليبقى الأردن حرا عزيزا غاليا .
في هذه المناسبة العطرة ، اقدم اجمل التهاني الى سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي العهد والعائلة المالكة ، متمنيا ان يعيدها الله على جلالته وعلى الاسرة الهاشمية الكريمة والشعب الأردني بوافر الصحة والعافية والاردن ينعم بالخير والامان .
كما واوجه تحية فخار إلى كافة مرتبات قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها وفي مختلف مواقعها ، وأقول للجميع عيدكم مبارك .. وأتم الله عليكم نعمته ..
وكل عام وانتم الفخر والعزوة والسند.
وكل عام وانتم والاردن بألف خير .