قضية محاولات التهريب مخدرات الى وعبر الأردن لم يعد الحديث فيها دبلوماسيا ومشفرا ،بل اصبح واضحا بانها جزء من محاولات ايران ومخالبها في الإقليم التأثير على الامن والاستقرار الاردني بشكل أساسي إضافة الى المردود المالي الضخم من تجارة المخدرات واغراق مجتمعات الأردن ودول الخليج بهذه السموم .
لكن حزب الله وكل الميليشيات الطائفية التي تشبهه وحتى أجزاء من مؤسسات الدولة السورية تعمل كلها لخدمة الحسابات الإيرانية، فايران تدرك انها فشلت منذ عقود في إيجاد مخلب لها على الأرض الاردنية، فليس هناك من يعمل تحت قيادة حرسها الثوري لا اشخاص ولا قوى ولا تنظيمات ،بل ان موقف حزب الله في الازمة السورية افقده وافقد ايران بعض القوى التي كانت معجبة بهما.
الاردن دولة خالية من العبث الايراني ،وجزء من حسابات ايران في ملف تهريب المخدرات ان يكون هناك قضية يحتاج الاردن فيها للتفاوض مع ايران ،وان يكون لايران حضور في معادلة الامن الوطني الاردني.
الدولة السورية والجيش السوري ارتضى ان يكون الطرف الأضعف في قضية تهريب المخدرات من خلال خضوعه لرغبات ايران وميليشياتها، واقصى دور للدولة السورية تسهيل مهمة ميليشيات ايران في التهريب مقابل خصة مالية او رشاوى تعطى لجزء من الجيش وقادته .
سوريا اليوم لاتملك السلطة على حدودها وهذا ما تريده ايران ان تكون هي العنوان لقضية التهريب ،وان يكون هذا الملف ورقة بيدها مثلما هو ملف الحوثيين في يدها وملف ادارة لبنان وملف ادارة الدولة في العراق.
لكن هذه الحسابات الإيرانية ستخطئ مع الاردن الذي لن يحول ملف تهريب المخدرات الى ورقة ايرانية ،ولن يعطي لميليشيات ايران هذا الدور ،ومن المؤكد ان السطوة الإيرانية على الارض السورية ستبقى هناك .
وربما حتى الانفتاح على سوريا سياسيا واقتصاديا سيفقد جزءا كبيرا من حماس من يؤمنون به اذا كانت الدولة السورية بهذا الضعف في ادارة ارضها، بل وتتحول بضعفها الى مصدر خطر على الاردن .