شيرين .. يا فجراً فلسطينياً طالعا من رحم أمة ذبحها القهر والاستبداد والفساد والاحتلال الصهيوني النازي البغيض .. فسبحان من أخرج الحي من الميت .. والنور من الظلمه !!
شيرين .. يا حساماً فلسطينياً عربياً ظل على الدوام مسلولاً ومرفوعاً بالحق في وجه العدوان الاسرائيلي الاثيم!
شيرين يا قديسة نذرت نفسها وجهدها وجهادها ودمها وروحها للقدس وفلسطين .. فظلت الشاهد الغالي وأضحت الشهيد الأغلى !!
شيرين .. أيها الحي الشاهد .. والشهيد الحي الذي ظل يحمل نعشه على كتفه منذ اللثغة الأولى على درب الإعلام والحق والحقيقة طيلة نيف وعشرين حولاً !!
شيرين .. يا أيقونة فلسطينية عربية .. نعم فلسطينية عربية ..وأنا قاصد بالمناسبة ومن حيث الترتيب تقديم الفرع على الأصل .. لأن الفرع الفلسطيني المناضل هو وحده الذي يغطي عورة وضعف وهوان الأصل العربي الساكت على الذل والاحتلال والذبح والهوان !!
شيرين .. يا رمز الشجاعة والإيثار والتضحية من أجل فلسطين في هذا الزمن الرديء الذي ساد فيه شعار (وأنا مالي) .. وشعور (يا وحدنا) !!
شيرين .. يا نجمة صبح مقدسية .. ونشمية فلسطينية سرت بحول الله ذات فجر قبيل ذكرى النكبة بأيام معدودة لنصرة الأهل في مخيم (جنين) فأطلق زعران (الحرباء) من وحدة (دوفدفان) والتي يطلق عليها اسم (حرباء الجيش) والتي تستخدم رصاص (الدُم دُم) المحرم دولياً .. اطلقوا النار على الرأس المرفوع فارتقت شهيدة .. ورحلت جسداً لكن روحها الخالدة ورسالتها السامية ما تزالان في الوجدان إلى ما شاء الله !!
ومعروف أن هذه الوحدة العسكرية الصهيونية المجرمة قد اتخذت شعاراً لها سيفاً بحدين للتذكير بسيف الحقد والغدر الذي استخدمه الصهيوني (اهود بن جيرا) عندما اغتال غيلة وغدراً في سالف من الزمن الملك (عجلون) ملك مؤآب الذي كان اليهود يخشونه خشية كبيرة ويحسبون له ألف حساب
ونالت الشهادة على بعد خطوات من مثوى الجندي البطل وابن الجيش العربي الباسل الذي أبلى بلاءاً حسناً في المعركة واستشهد في منطقة (تل الذخيرة) بالقرب من حي الشيخ جراح بالقدس الشريف عام 1967 ..وعثر مؤخراً على جثمانه الطاهر وهو يحتضن الحربة والبندقية .. كما عثر على ساعة يده التي تؤشر للحظة وتوقيت استشهاده .. وقد حمل اهلنا في القدس وسائر انحاء فلسطين جثمانه الطاهر على الاكتاف وأقاموا له جنازة مهيبة وكأني بالدم الأردني والفلسطيني قد توحد على أرض فلسطين الطاهرة وفي أكناف بيت المقدس ليشكل الشقيقان شارة النصر على درب الفجر الطالع بإذن الله !!
شيرين .. يا نجمة فلسطين الغاليه .. أوجعنا رحيلك واغتيالك على يد زعران الحرباء .. وأوجعنا أكثر حين مال نعشك نتيجة اعتداء الزعران الصهاينة على التابوت .. وخيل إلي عندها بأن جذع الأمة هو الذي مال !!لكن البطل عمرو أبو خضير ورفاقه الفلسطينيين الشجعان سرعان ما رفعوا التابوت .. وحملوه فوق الرؤوس وعلى الأكتاف رغم بطش العدو الصهيوني .. وكم أثلج شباب فلسطين وشباب النعش صدورنا حين أمطروا ابناء الحرباء المعتدين بوابل من الشلاليت !! وحالوا ببسالة دون اغتيال نعشك يا غالية !!
شيرين .. أحببناك لأنك الايقونة الفلسطينية الحرة التي سطرت بفعلها واسمها وحضورها البهي بوادر الفجر الطالع على صفحة شمس الحق التي لا تغيب !!
شيرين .. يا ابنة اخي بالدم والعروبة .. نحن احببناك لأنك نذرت نفسك وروحك الطاهرة من أجل فلسطين .. نعم احببناك لأنك حتى خلال استشهادك كنت تلثمين تراب فلسطين الطهور وتحتضنين ثراها المقدس !!
شيرين .. احببناك لأنك خرجت على النص الإعلامي المتلفز .. وغالب الدمع عينيك وأنت تشاهدين وتوثقين عبر الكاميرا مشهد طفلين فلسطينيين عادا من المدرسة ليجدا منزلهما وقد دُمر من قبل جرافات العدو النازي الصهيوني المحتل !!
فجلس الاثنان على حقيبتيهما ونظرا إالى الأعلى وكأنهما يناجيان بصمت رب العالمين الواحد القهار .. ولقي دمعك الغالي ترداده في مهجتي أنا ومهج وعيون الملايين في بلادنا العربية وفي أوساط شرفاء العالم !!
شيرين .. يا سيدة الشاشة احببناك ونحن نرقب زياراتك الى منازل ذوي الشهداء والمبعدين وانت تواسين العائلات وتحملين مع أهلنا في فلسطين كتفا في أحلك الظروف !!
شيرين .. يا سيدة المنطق والبهاء .. احببناك لأنك في نهاية احد تقاريرك الإعلامية تنهدت طويلاً .. ورفعت شارة النصر .. ثم شخصت ببصرك الى السماء وقلت بصوت مسموع : يا رب كن مع غزة .. يا رب كن مع أهلنا في غزة !!
شيرين .. احببناك لأنك ابنتنا .. ولأنك لنا نحن الغلابى .. ولأنك من دمنا ولحمنا .. ولأنك ابنة القضية .. وابنة معاناتنا .. وابنة وجعنا .. ورائدة الأمل المرتجى !!
شيرين .. احببناك لأنك حين كنت شاهدة على الحق طوال مسيرتك الإعلامية وحدت قلوب ومشاعر الناس على وقع بوصلة جهادك التي تؤشر للقدس وفلسطين فقط .. و احببناك أكثر حين ارتقيت شهيدة ووحدت أجراس الكنائس و أواصر المودة بين الأخوة في الدم مسلمين ومسيحيين على حد سواء .. وحين أقيمت صلاة الجنازة على روحك الطاهرة في باحة الكنيسة !!
فوقفنا جميعاً في العالم العربي نشاطرهم الاعتزاز بك والدعاء لك بالجنة الخالدة !!
شيرين .. يا غالية .. احببناك كثيراً لأن العدو الصهيوني كان يحقد عليك كثيراً ويكيد لك الشر أنت وأمثالك من المناضلين المخلصين للوطن والقضية والأمة !!
احببناك لأن دمك الطاهر توحد مع علم فلسطين ليشكلا مشهداً وطنياً اغاظ الأوغاد و ابناء الحرباء النازيين الصهاينة !!
شيرين .. ها انذا الموجوع بفقدك مثل سائر الشرفاء في دنيا العرب والعالم اختم بمشهد يحمل رمزية خاصة .. وبيت شعر لا يغيب عن الوجدان ..
أما المشهد فهو يمثل شيرين الفارسة الفلسطينية على هيئة تمثال الحرية ويحمل مشعلاً على شكل مذياع في اليد اليمنى وخارطة فلسطين من الماء إلى الماء باليد اليسرى تضمها نحو القلب وفي ثنايا الضلوع !!
وبالمناسبة يقتضي الانصاف القول : سلمت يمناك يا رسام الكاريكاتير الذي رسمت تمثال حرية الشرفاء فأبدعت !!
أما بيت الشعر فإني استعيره من مخزون ابي الطيب المتنبي الذي نسجه من خيوط قلبه في رثاء أمير اللاذقية محمد التنوخي حين قال :
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى أن الكواكب في التراب تفور
نعم .. سيظل حضورك البهي على ثرى القدس الطهور .. ومكانك في قلب القلب .. يا شيرين
وستظلين صوت الحق
وصوت فلسطين .. وتظلين فجراً طالعاً على درب تحرير فلسطين بحول الله.