حتما.. إن الأمر يحتاج منا إلى فطنة وجكمة، وقراءة صحيحة ونحن نقلب صفحات الأيام،
وإلا فالمنزلق شديد والقعر بعيد، والازدحام للخروج من فوهة القمقم يقطع الأنفاس، ويتعالى النداء للأصفياء بالانتباه لكنه لا يساوي شيئا أمام دويّ أهل الباطل والأعداء الذين أشغلونا بأنفسنا عن أنفسنا.
والنهوض من الغفلة من أوجب الواجبات، وانتظار غمامة الصيف لا تسقي شجرة ولا تروي من ظمإٍ ولا يملأ كفًّا من أمل.
فالوعي لقراءة المشهد نعمة وإذا ظننا أننا بتفرقنا سنكون على وعي تامّ فتلك نقمة.
نعم.. نحن بحاجة إلى العمل وحاجتنا إلى العلم ألصق، وأما الوقوف أمام التيار الجارف من غير معرفة لما يجري فتلك مهلكة سبأ التي لا تبقي ولا تذر.. والسكوت عن الحق أحيانا يكون من الحقّ، فقد قالت العرب: "البلاء موكّل بالمنطق". فيليق بنا ان نعرف متى وكيف نسكت أو نتكلم.
ويبقى السؤال:
إلى متى نبقى نشرب من كأس آسنٍ؟ ونتجرع مرارة الخريف التي تحرق الأخضر وتقصف اليابس؟ وهل رضينا بالعواطف تحكم أقوالنا وأفعالنا؟
وما دام أن الصراط المستقيم مستقيم والاعوجاج في رقبة الجمل لا يراها الجمل وأن الجبل عقبة كؤود والسفر طويل ولا تأشيرة للعودة إلا بالعودة.
فلنكن مع النور القرآنيّ لنتمكن من الخروج من باطن الأرض.
ولنعلم أننا تأخرنا كثيرا، وجربنا كثيرا..
وتيقنا أننا من غير القرآن لن نقرأ المشهد إلا بمرآة مقعرة..
وبالقرآن والسنة ونبذ الخلاف نتجاوز القنطرة.