من الغرائب في هذا الزمن انقلاب المفاهيم إلى ضدها دون وجل او خوف او احترام مقبول فتجد الابن قد خرج من دائرة طاعة الوالدين بالمعروف وان اختلف الرأي وجانب الصواب فالحوار هو لغة التفاهم والإصلاح والوصول إلى الحقيقة ورضا الطرفين وليس بالعقوق والازدراء وتسخيف المواقف وتحقير الأفكار.
الوالدان يجسدان محبة الأبناء واحترامهم ورفعتهم وتمني الخير لهم قولا وفعلا وان اجتهدوا واخطأوا فهما على صواب وحسن نية والتصحيح يكون بالمعروف والرفق والتبجيل وليس برفع الصوت وتضخيم الأخطاء وإغلاق باب التفاهم والحوار.
ومن الغرائب غش الصانع والمصلح في صنعته وعمله عن تعمد وإصرار وانقاص الحق وعدم بذل الجهد لاجادة الصنعة وتقديم الخدمة على أكمل وجه بعد استيفاء الحق مالا وجهدا.
ومن الغرائب تقصير الموظف في تقديم واجبه المنوط به في خدمة الزبائن وغشهم وخداعهم وتأخيرهم وتعقيدهم وعدم تقديم التسهيلات وغياب بشاشة الوجه وسوء المعاملة والتسويف والتأجيل وخيانة الأمانة وخدش المال العام والاستئثار بالسلطة والنزق وعدم الصبر والتحمل وتقاضي الرشوة والفساد.
ومن الغرائب غش البائع للسلعة والتلاعب بالوزن وإظهار الباطل على أنه حق والجشع ورفع الأسعار وحلف الإيمان الكاذبة على الرغم من استيفاء الحق ولكنها الاثرة والاختلاس والخداع طمعا بمزيد من المال الحرام.
ومن الغرائب خرق القوانين والتعليمات حبا في المماحكة وإظهار الذات والتجاوز على الحق طمعا في اختصار الكلفة والوقت وان لحق الضرر بالآخرين وهذا هو الطيش وحب الذات وازدراء الآخرين.
كثرت الغرائب وازدادت العجائب في زمن انفرط فيه عقد القيم وهوت فيه مكارم الأخلاق وزال الرادع الاجتماعي وغاب الضمير عن المشهد وتوغلت فيه النفوس بالانحراف.