المعايطة يكتب: هل سوريا عدو للاردن؟
سميح المعايطة
22-05-2022 10:58 AM
تقييم فترة الحرب في سوريا منذ عام 2011 تقول ان الاردن لم يسع الى الحاق الضرر بالدولة السورية ،ولم تقم باكثر من حماية امنها واستقرارها في مرحلة ضعفت فيها الدولة السورية وفقدت السيطرة على اجزاء واسعه من الجغرافيا السورية ،ولم يكن ممكنا ان يترك الاردن امنه واستقراره في مهب الريح وعلى حدوده التطرف والإرهاب والطائفية.
مافعله الاردن ليس مثل دول اخرى احتلت ارضا سورية او أنشأت ميليشيات وتنظيمات هدفها اسقاط النظام ،وكل مافعله الاردن كان حماية مصالحه ولم يكن تجاه اسقاط النظام بل كان داعيا الى وحدة سوريا واستقرارها والى حل سياسي.
وعندنا ذهبت الامور الى الاستقرار النسبي كان الاردن مبادرا الى فتح ابواب العلاقات السياسية والاقتصادية مع سوريا في وقت كانت فيه دول تمارس التردد ودول مازالت ترفض التعامل مع النظام السوري، وكان هذا يخدم المصلحة الاردنية لكنه يخدم الدولة السورية بشكل اكبر فهي دولة تحاول الخروج من اثار الحرب.
لكن سوريا اليوم مقصرة بحق الاردن بل وتفتح الابواب لاذى واستهداف للاردن من خلال تسهيل محاولات التهريب المنظمة ورفيعة المستوى التي تتم من ميليشيات تجاه الاردن ، ولايعنينا في الاردن ان كان تواطؤ اجزاء من الدولة مع محاولات التهريب مؤسسيا ومقصودا او نتيجة الفساد والانفلات في المؤسسات ومنها الجيش لان المحصلة واحدة.
الدولة السورية لم تفعل شيئا ليس لحماية الاردن فالاردن يحميه جيشه واجهزته الأمنية بل لحماية وضبط حدودها داخل الارض السورية.
والامر الأخطر فتح الدولة السورية مناطق قريبM من الحدود السورية لميليشيات طائفية تتبع لايران وحزب الله وهذا بالنسبة للاردن خطر كبير تزايد بعد الحرب الروسية الاوكرانية.
لتتحالف سوريا مع من تشاء لكن دون ان يكون هذا التحالف خطرا على امن الاردن ،ولتفتح الارض السورية لكن دون ان تحولها وتحديدا قرب حدود الأردن الى قواعد لقوى معادية للاردن.
تخيلوا لو ان الاردن خلال الازمة فعل مافعلته تركيا وصنع منطقة عازلة داخل ارض سوريا او صنع ميليشيات تتبع للاردن وانتهك سيادة سوريا في وقت كانت الدولة السورية في اعلى درجات الضعف فهل كان هذا يعجب من يفتحون جنوب سوريا لميليشيات طائفية لايقل خطرها عن داعش وأخواتها.
سوريا دولة شقيقه وجارة ،والاردن يعمل لعودة استقرارها لكن على الدولة السورية ان تقوم بواجبها تجاه جيرانها ،فما تعجز عنه سوريا او لاتريد عمله في هذا المجال قد تقوم به جهات اخرى.