مصورون، كاميرات تصوير محمولة ومنقولة على ونشات، إعلاميون يتراكضون في كل مكان مثل أم العروس، مساعدون ومستشارون ينبتون مثل الفطر، متجهمون ببذلات ونظارات سوداء، وجمهور متنوع من رجال وأطفال ونساء وشيوخ يجلسون بوقار في قاعة كبيرة مزينة بالصور والشعارات التي تهجو الفساد والفاسدين.
رجل اقترب بهيبة من الميكرفون، المساعدون والمستشارون اعطوا اشارات لبعض من في القاعة، بدأ التصفيق متقطعا هنا وهناك ثم ضجت القاعة، وقف الجميع احتراما.
أصلح الرجل وضع ربطة العنق، تنحنح، وشرع في السلام والكلام. شكر الجمهور الذي (تجشم) عناء الحضور، ثم انتفخت أوداجه فجأة، ورفع عقيرته بالصوت والصورة، هو يشبّر في كلتا يديه، ويتفتف من كل مخارجه:
- سوف أطهّر البلاد من الفاسدين
- سوف سأطهرها من المفسدين
- سوف أطهر الجو
- أطهر البحر
- أطهر البر
- سوف اطهر كل ما هو بحاجة الى التطهير
- سوف أطهر الكبار
- وأطهر الصغار
- سوف أطهر....
امرأة تحمل طفلا وقفت واقتربت من المرشح، حاول المستشارون والمساعدون منعها، لكن الرجل الكبير، ابتسم بدماثة وسماحة وقال لهم:
- دعوها تأتي إليّ مع طفلها.
اقتربت المرأة بوجل، لكن الرجل الكبير أدناها من الميكرفون، بكل تسامح وتواضع.
اقتربت المرأة من الميكرفون وقالت:
- ما دامك امطهّر امطهر ....بترجّاك (اتطهّر ) هالطفل بطريقك ، ما معي أدفع للشلبي .
الدستور