ابدأ بما انتهيت به سيدي خطابك للشعب الأردني الذي أحبك وأحببتهم، "فاللهم احفظ الأردن عزيزا مباركا سالما من الفتن ما ظهر منها وما بطن".
دأب الهاشميون على وأد الفتن في مهادها حفاظا على العباد والبلاد من الضياع والانزلاق نحو الهاوية ، ويتبعون من السبل أيسرها واسهلها وأقلها ضررا ، فظن غيرهم أنه يسهل عليهم فعل كل ما يحلو لهم ويطيب دون رقيب او حسيب، ولكن كما قلت سيدي: "الأردن بلاد العزم والحزم" إذا ما تعلق الأمر بأمن الوطن والمواطن، لا يفَّرق في سبيل هذا بين شخص وآخر أو جماعة وأخرى.
فالقضية ليست خاصة أو عائلية كما يرى بعض الناس، فتراهم يتخوفون من الكتابة أو التعليق عليها، فيقدم ثم يحجم، ولو كانت كذلك لما وجه جلالته هذا الخطاب لشعبه الذي أحب وأحبوه، ولولا أن طفح الكيل ووصل السيل الزبى، لما كتب إلينا هذه الكلمات التي هي ذات أبعاد وفيها من الحرص على الوطن ما فيها، فجلالة الملك يرى الوطن كل لا يتجزأ، يراه بعيون القلب والعقل، يراه جسدا واحد يحافظ عليه بكل جزئياته بما أوتي من عزم وحزم، يسعى للمحافظة على أمنه وكبريائه وسؤدده، فالجسد لا يصلح من دون قلبه، وأمان الوطن لا يمكن أن يتحصل من دون سيادته التي أجمع على مبايعتها القاصي والداني، وكما قال صلى الله عليه وسلم : "لا تجتمع أمتي على ضلالة".
فلبيك يا عبدالله، بايعناك فلك الأمر، واستلمت مقاليد الحكم فارتضيناه طائعين محبين، فأصبحت مؤسسة العرش دستورية قانونية، فمُلكك لا ينازَع، وسيادتك طهر لا يلوّث، وقيادتك سؤدد لا يُمتَهن.
امضِ ونحن على العهد ماضون ولو خضت بنا الفيافي والبحار، والجبال والقفار.