حين التوكل على نية المسير، لا سيما في ظل أحوال جوية عاصفة ومعقدة تنتشر فيها السحب الملامسة لوجه الأرض وتتعذر الرؤية، يُنصح بالركون وعدم ركوب الصعب، وإن لزم الأمر يتوجب التحقق من درجة جاهزية المركبة لضمان أقصى درجات السلامة، والوصول إلى المقصد دون أي أضرار مادية أو معنوية.
البعض ممن امتهن فن المخاطرة ولم يتقن ضبط ساعته في تحديد واختيار وقت الانطلاق الآمن، بخاصة في ظل انتفاء الأحوال الجوية المساندة، سرعان ما يقع في شباك راسخة أمام ميله الجامح وتوق يتعذر معه الوصول الى وجهته نتيجة تقديرات خاطئة في دراسة حال الطرق، وعدم التعاطي بجدية أمام عوامل قسوة الطبيعة التي تفرض أحيانا روية وتأنٍ قبل اتخاذ القرار بأمر الحركة.
من يمتلك مهارات القيادة يعي أهمية توافر الأجواء الملائمة للمضي قدما برجاحة واتزان، حتى لا يصاب بانتكاسة وخيبة تنعكس على هيئة إحباط يؤثر في وجدان من أمل فيه سائقا محترفا يجيد مهارات، تمكنه من الوصول إلى غايته دون أي أضرار من شأنها أن تشكل خطرا محدقا على نفسه وعلى من آمن بمهاراته، وقدّر امتلاكه لتكنيك المناورة في السير على الطرقات الخطرة المثخنة بالمصائد والمطبات.
الجهوزية ومدى قدرة السائق على التأكد من سلامة وتماسك أجزاء مركبته، يعزز الثقة بالنفس ويوفر أصول القيادة بسلام بما يكفل تجنب عديد المخاطر والتعامل مع أي مستجد يكون خارج الحسابات، وبخلاف ذلك فإن الإقدام على أي خطوة تكون بمثابة انتحار جماعي للسائق ومن يقلهم معه في طبقه الطائر.
ليس من باب الكياسة الاستهانة بمهنة القيادة إذ تصنف من بين المهن الخطرة التي لن تكتمل عناصرها، إلا بعد الخضوع لاختبارات معقدة يتخللها بعض الفهلوات والممارسات من قبل المدرب، غايتها إرباك المتدرب والتيقن من مدى براعته في امتلاك ملَكة ثالوث القيادة "الفن والذوق والأخلاق"، حتى يكون على قدر كاف من المسؤولية تمنحه أحقية السير الآمن لا سيما في ظل محدودية الرؤية وضبابية الأجواء.
الاستشعار عن بعد، منطوق يستهدف جمع المعطيات والبيانات دون ملامستها أو الاقتراب منها، ويساعد في إدراك أهمية استطلاع الطريق وتقدير حجم المخاطر الناجمة عن الخوض في مغامرة غير محسوبة، درء المخاطر فيها مقدم على المصالح وتحقيق بطولات لا طائل منها سوى تكريس فكرة أنموذج السائق النجم.