facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الأحزاب بالمقاسات الجديدة


نايف الليمون
19-05-2022 12:34 PM

خلال الفترة التي تبعت ظهور مخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية، وما تبعها من إجراءات دستورية لإقرار قانوني الإنتخاب والأحزاب والتعديلات الدستورية التي تم تمرير بعضها من اللجنة والبعض الآخر من الحكومة، ومُرّرت بالقنوات الدستورية، ظهرت حُمّى تشكيل أحزاب ودمج أحزاب، وتصنيع أحزاب وتصنيع محزّبين.

وظهر سؤال يتداوله البعض، وقد سُئلته أنا أكثر من مرّة، وسُئله غيري "هل أنت ملتزم"؟ وحين السؤال عن أي التزام تسأل، فيقول السائل، مع حزبٍ ما. فأجيب فيما يتعلّق بي "لا والله مش ملتزم" فيبدأ عزومته لي على أن أنضم إلى ركب هو فيه ويتحدّث عن فرص الفوز بالمقاعد النيابية مع بعض المغريات التي يسوقها بأن الفئة التي تطمح للمواقع السياسية أو بالأحرى السيادية في الحزب لديهم قليلة ومحدودة، وأن الشواغر لها متوفّرة وممكنة.

وما جرى ترسيخه في الفترة الماضية بعد التشريعات الأخيرة، هو جعل التحزّب وسيلة للوصول إلى قبة البرلمان ولا غير ذلك من وجهة نظر الساعين للإنضواء تحت المظلة الحزبية دون الإكتراث إلى مبادئ أو برامج أو خلافه. وصار تشكيل الحزب يسير بذات الطريقة التي كانت تتشكّل فيها الكتل الإنتخابية، والتي يجري في داخلها التصيّد والخديعة بين أعضاء الكتلة الواحدة، إذ كل واحدٍ يسعى ليكون هو الفائز في الإنتخابات، وما أن تنتهي مرحلة الإنتخابات حتى ينفضّ السامر، ويبدأ التراشق بالإتهامات والتخوين وكشف المستور.

فهذه الأحزاب التي تتشكّل فإن عمرها ومداها لا يتجاوز قطفةً واحدة ثم تتبعثر. وستترتب على الدولة أعباءٌ أخرى وجهودٌ أخرى، لإعداد أحزابٍ جديدة، أو إسناد أحزابٍ مائلة لتحقيق المآرب التي من أجلها أُوجدت مثل هذه الأحزاب وهي معلومة للجميع.

إن المناخ الذي تتشكل فيه الأحزاب الحقيقية، وتنمو وتتجذّر هو ليس المناخ الذي يمرّ بنا الآن. وإن تجاوزنا سوء الظن في التهيئة والإعداد، فلا يمكن تجاوز عبثية المحاولة وعدم نجاعتها للولوج إلى حياةٍ حزبية حقيقية راسخة يكون لها مستقبلٌ مأمول يحقق طموح الناس في غدٍ لم يقتنعوا بعد بأنه سيكون أفضل.

ولعلّ التجارب السابقة في تشكيل أحزاب برامجية، وهي في الحقيقة مصالحية ونفعية، كفيلة بأن تعطي الدروس والعبر لمن يريدها، ونحن نعلم كيف بدأت وكيف انتهت.

وليس من المجدي أن نغيّر من واقع الأحزاب التي كانت دكاكيناً يتنفّع بعض القائمين عليها بالدعم الحكومي، وكان تشكيل الحزب فيما مضى بديلاً أجدى من تشكيل جمعية خيرية للتكسّب، إلى تشكيل الأحزاب وإعدادها للمواسم والمناسبات، ففي كل موسم ومناسبة ستبرز الحاجة إلى أنابيب جديدة ونطف جديدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :