الملك يمسح دموع فقيدة الصحافة .. والخوف على القدس
حسين دعسة
18-05-2022 11:59 PM
بعد رحلة ملكية صعبة، لكنها مثمرة، أنقذ الملك عبدالله الثاني، القدس، والحرم القدسي الشريف، والمسجد الأقصى، أقدس بقاع الأرض، وتكللت جهود الملك والدولة والحكومة، والشعب الأردني، والتضامن العربي الإسلامي الدولي، في حماية القدس، إذ تناولت الولايات المتحدة والرئيس جو بايدن والإدارة الأميركية، القضية، وضعتها في صلب أعمال الإدارة الأميركية، برغم أزمات وحروب وصراعات عالمية عديدة، في المنطقة والشرق الأوسط والعالم، ليس أقلها، بل أخطرها الحرب الروسية الأوكرانية.
هذا الوضع، لم يمنع الملك، أن يكون من أوائل من شعر بالألم جراء جريمة اغتيال الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة، التي تعد ابنة الديار الأردنية، وقد عاشت بيننا ووسط إعلامنا الأردني الوطني، تدرس وتبادل الخبرات، فهي درست في جامعة العلوم والتكنولوجيا، واختارت دراسة الإعلام في جامعة اليرموك، وهكذا، نشأت بين أهلها، شرقي النهر، وهذا ما جعل الملك الأب، يحزن لما تعرضت له الصحفية المغدورة.
يقف الملك، ليعزي أسرة الصحفية التي تضمها تربة أقدس المدن في العالم، ولعلي، أحس بما يجول في عقل الاب والأخ، والقيادة النبيل، عندما تفقد اسرتنا الإعلامية، والوطن، والقدس، قامة مثل الراحلة شيرين أبو عاقلة، وعندما «يدين»، الملك الجريمة بحقها، فهو يضع عالمنا وسط مأساة، واختلال الحكومة الإسرائيلية المأزومة، التي فقدت بوصلتها، واختارت التهريب، والاقتحامات والتدمير، في وقت، يقف العالم ضد ممارسات ها، ولكنها تختار المزيد من العنف، والتحريض العنصري على الشعب الفلسطيني المقاوم الأعزل.
هناك صلة ملكية ثابتة ودائمة، إذ يحرص الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد، الحسين بن عبدالله المفدى، على ديمومة التواصل بحكمة وجدية مع الإعلام الأردني، الإعلام العربي والدولي، وعندما قام جلالته، أول من أمس بتقديم التعازي بوفاة الصحفية المغدورة شيرين أبو عاقلة، كان اتصال الملك الوصي على أوقاف القدس المسيحية والإسلامية، عبر الهاتف مع شقيق المغدورة أنطون أبو عاقلة، ليقف القائد الأعلى والأب والأخ، بحكمة معرباً عن إدانته للجريمة التي ارتكبت بحقها أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين.
لقد فقدنا شيرين، في مرحلة خطيرة من تاريخ فلسطين، ومحاولات العدو الصهيوني المحتل، تهويد القدس وكان لاغتيالها عديد الأصداء والنتائج، فقد أعرب جلالته عن خالص التعازي لذويها ولزملائها الصحفيين والإعلاميين بهذا المصاب الأليم، معرباً عن استنكاره للجريمة، التي تعد خرقا للقانون الدولي الإنساني والمواثيق والأعراف الدولية وتعديا على حرية الصحافة.
.. الملك، يقرأ سيرة الراحلة، يترفق في الحزن والغضب، ليعلن، عن حقيقة مهمة، أننا أردنياً وفلسطينياً ودولياً، فقدنا قامة صحفية، مسيرة كللتها الشهيدة، الفقيدة بكل عناوين وأوسمة المهنية، وتميزها في تأدية مهامها لنقل الاحداث بشجاعة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً القدس ونقل معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذا إيمان الرؤية الملكية الهاشمية، التي تبجل العمل والانتماء والمصداقية، وهي أوسمة شيرين التي يتوارثها أجيال الإعلام الفلسطيني والعربي، المدافع عن الأرض والإنسان.
.. ما تجدر الإشارة إليه، ان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكين، أدلى بتصريحات مهمة، تزامنت مع نقل جلالة الملك تعازيه لشقيق الراحلة وأهل فلسطين، بيلنكين، قال:
«نؤيد إجراء تحقيق في مقتل شيرين. أتيحت لي الفرصة للتحدث–مباشرة إلى شقيقها أنطون. أعتقد أن أفراد الأسرة الآخرين كانوا يتحدثون عبر الهاتف ويستمعون. لقد أتيحت لي الفرصة للتعبير عن تعازينا العميقة لفقدانها، واحترامنا العميق للعمل الذي قامت به كصحفية لسنوات عديدة–وهو أمر يحظى باحترام واسع في جميع أنحاء العالم–وكذلك الحاجة إلى إجراء تحقيق فوري وموثوق في الظروف المحيطة بوفاتها».
.. في واقع الأمر، كانت قمة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الأميركي جو بايدن، محطة تاريخية للتحرك أميركاً، اممياً، ودولياً، عدا عن ذلك عربياً وإسلامياً، لدعم تأكيد البيت الأبيض، الجمعة، اعتراف إدارة بايدن بدور الأردن في الإشراف على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، «كما أقر الرئيس بالدور الحاسم للمملكة الأردنية الهاشمية كوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس».
.. يعزينا اهتمام وحرص الملك، والملكة وولي العهد، وموقف الدولة الأردنية، ورئاسة الحكومة والشعب والمجتمع المدني، الذي صدم جراء اغتيال شيرين ابو عاقلة في قمة العطاء الاعلامي الوطني،.. ومازالت الأراضي الفلسطينية تعاني صوت الحقيقة الغائب، فما الت الاقتحامات ومحاولات التهويد، فقد اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين اليهود، اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك–الحرم القدسي الشريف بمدينة القدس المحتلة.
.. ولعلنا نرى طيف الشهيدة الراحلة، تتابع حمل رسالتها لكل العالم.
.. لن نفتقد لأصوات الحق الفلسطيني في القدس، وسيقف أهلنا يناضلون، ولن ترهبهم رصاصات العدو الصهيوني، بل نأسف للشرعة الدولية والمنظمات القانونية و الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فما يحدث، يزيد مخاوف التصعيد العسكري والعنف الذي، ينذر بكارثة.
(الرأي)