الأردن الاقوى وهو القادر على تنفيذ متطلبات المرحلة والأردن القوي هو ما نتطلع ليكون في المنطقة ليخدم قضاياها ويحمي مقدراتها هذا ما تحدث به هنري ويستر سفير الولايات المتحدة في الاردن وهذا ما يتم ترسيمه للاردن عبر ارادة قادمة من مضمون الاتفاقية الاردنية الأمريكية التي وقعت عام 2021 للعام 2036 والتي ستنتهي مرحلتها التنفيذية الاولى كما يتطلع ان يكون في العام 2025 وان هنالك بعض التأخر الذي جاء نتيجة الانسحاب الامريكي من افغانستان اضافة لملف الوباء الذي كانت الادارة الامريكية منشلغة في معالجة نهاياته.
2025 وهو العام الذي سيتمكن عبره الاردن من احقاق وثبة جيوسياسية مركزية على الصعيد الاقليمي وحالة تنموية كبيرة على المستوى الاقتصادي وهو العام الذي سيبدأ الاردن عبره بتشكيل العنوان الذي يحمل علامة فارقة وهو العام الذي سينتقل في الاردن من دور العازل الواصل الوظيفي الي منزلة الاقتصاد الانتاجي.
وهو ما ينتظر ان يعيد ترتيب الاوراق في المنطقة ضمن مفردات اخرى لم تعتد عليها اسرائيل ولا دول المنطقة حيث يتوقع ان يعلو صوت النشامى بميادين تنموية واخرى امنية ينتظر ان يشكلها الاردن نتيجة اعتماده مركز الامن العسكري للمنطقة وذلك لموقعه المتاخم للحدود الشمالية ولعمقه الضارب بتاريخ المنطقة ولطبيعة نظامه السياسي الذي شكل على الدوام القاسم والمرجعية لحضارة المنطقة منذ مهد البشرية.
فبموجب الاتفاقية العسكرية والامنية الاردنية الامريكية ستقوم الولايات المتحدة بانشاء عشر مراكز عسكرية كبيرة تدريبية وتصنيعية وسيكون من بينها اكبر مصنع للطائرات بدون طيار (درون) التقليدي والمجهز بجيل جديد من انظمة بيغاسوس القادرة على المسح والتحليل والتوجيه وهو المصنع الذي سيشكل ارضية عمل واسعة للامن المعلوماتي والامن السيبراني كما ارضية مهمة للذكاء الاصطناعي وللصناعة المعرفية.
الامر الذي سيجعل من الاردن واحة للتدريب المعلوماتي وهو ما يقوده لتشكيل علامة فارقة انتاجية وهذا ما سيصبح بحاجة الى برنامج متمم من قبل الجامعات كما من القطاع الخاص بما ينسجم مع ما يتم بنائه وتشييده فان دخول الاردن وتعميده في مجال الصناعة المعرفية من شأنه ان يعيد بناء برنامج جديد للعامل الذاتي الاردني بكل مشتملاته وهو من المفترض ان يكون البرنامج القادم للحكومة.
ولعل إعادة انتشار القوات الامريكية للقيادة المركزية الوسطى (سنتكوم) من الكويت وقطر وغيرها من الدول تمركزها وطاقتها التشغيلية في الاردن سيؤدي الى بناء منظومة جديدة في ميزان الضوابط والموازين بين (الاردن القوى واسرائيل قوى) مع زيادة نسبية لاسرائيل في ميزان المعادلة المعرفية وزيادة نسبية للاردن في ميزان التأثير الشعبي الأمر الذي سيجعل معادلة الضوابط والموازين للمنطقة معرفة بتعريفات مقدار تقدم الروافع الداعمة في ميزان الاحداث.
وبموجب هذا التغيير قيد الاجراء وما سيواكبه من اعادة انتشار فان الاردن سيحصل تقريبا على ذات المساعدات التي تتلقاها اسرائيل من الولايات المتحدة باختلاف الالية وهذا ما ينتظر ان يكون له انعكاسات كبيرة على الصعيد المعيشي والاقتصادي وعلى واقع الخدمات ان حسن توظيفها.
فالاردن القوي يعنى الاردن القادر على حماية حدوده ووصايته ومقدراته وكما ان الاردن القوي سيعمل على احقاق حالة تنموية واعدة وهو ما بحاجة الى برنامج ذاتي يقوم على حسن الاستجابة لهذا المتغير الجيوسياسي القادم الذي جاء لصالح الاردن بفضل الثقل السياسي الوازن لجلالة الملك في بيت صناعة القرار العالمي وهذا ما ينتظر ان يشكل علامة فارقة للاردن تميزه في المنطقة ويمتاز بها المجتمع الاردني.