جميل أن تكون حكوماتنا متجانسة ومتناغمة ، ولكن أن تقوم هذه الحكومات على أسس عائلية وجغرافية وعلاقات المصاهرة ، أو الانتماء إلى رابطة الدم " الكابيتالي "، فهذا أمر غير مقبول بتاتا ، ولا يتماشى مع المعايير المتبعة في اختيار الوزراء .
فحكومتنا الرشيدة ، يبدو أنها متجانسة عائليا ، وهذه إحدى المتطلبات الديمقراطية في الاختيار ، فقد ضمت ابن العمة الغالية ناصر جوده ( حفيد الرفاعي الكبير ) ، والأصدقاء والأحبة ، وبنت صفد العزيزة ، و زوجة احد الرفاق ، ومن الرفاق الذين تربطهم مع الرئيس المصالح المشتركة " الكبيتاليه".. وذهب الأمر إلى أبعد من ذلك عندما أخذت يد التعيينات تطال الشواغر في الوظائف العليا ليتم ملأها بالأقارب ؛ ولو عن طريق "الأخوال ".
نقطة الأساس في الديمقراطيات الإرتكاز على الجذور والخبرات المتراكمة ، و"من شابه أباه ما ظلم " ، وبالعودة إلى الوراء نجد أن تشكيلات حكومة الرفاعي الأب المتتابعة منذ عام 1985ولغاية 1988 ضمت الصهر العزيز الدكتور سامي جودة ، الذي كان له حضوة عند آل الرفاعي وأنسبائهم ، حيث تم تعينه وزيرا في حكومتي بهجت التلهوني في عامي 1969 و1970 ، كونه نسيب صهره.
هذه ليست المرة الأولى التي يكرم بها آل الرفاعي من قبل أنسائهم ، حيث قام التلهوني بإشراك الشاعر عبد المنعم الرفاعي ، عم النسيب العزيز في تعديل وثلاث حكومات شكلها التلهوني الجد.
هذا الكلام ربما يكون من غير الأهمية .. لنبدأ بالجد.. تخيلوا معي بان أربع حكومات رفاعية مرت على الأردن ..شكل سمير الأول منها ست حكومات .. و شقيقه عبد المنعم حكومتان .. وزيد الأول أربع حكومات ، والابن سمير الثاني يشكل حكومة وحيدة لغاية الآن والعلم عندالله .
وبحسبة بسيطة تكون عائلة الرفاعي شكلت( 13 )حكومة من أصل ( 92 ) حكومة خلال 66 عاما من عمر المملكة .
وأكثر من ذلك ...هناك أنسباء الرفاعية ، حيث شكل بهجت التلهوني ؛ جد سمير الحفيد ست حكومات .. فيما إذا أضفناها بحكم النسب ليرتفع عدد الحكومات إلى تسعة عشر حكومة "نسايب ورفاعية".
هناك معلومة من المهم كثيرا أن تعرفونها ، وهي أن الرفاعي الجد شكل أول حكومة له وكان عمرة 43 عاما ، والمصادفة أنه نفس العمر الذي شكل فيه سمير الحفيد حكومته قبل ثمانية أشهر .
ولكن هناك اختلاف بسيط بين الرفاعي الأب عن والده وابنه ، إذ شكل وزارته الأولى وهو أصغر سنا من الاثنين ، كونه تولى الحكومة وهو ابن 37 عاما .. وهذا دليل واضح على النبوغ المبكر للعائلة !!..
والمصادفة الجميلة في تحليلنا " للعقد الرفاعي في الحكم " أن زيد الأب كان أصغر رؤساء الحكومات في عهد المغفور له جلالة الملك حسين رحمة الله ، وسمير الابن هو أصغر رؤساء الوزراء في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني أطال الله في عمره .
والأكثر تشابها ، بين الرفاعي الأب والابن ، أنهما لم يدخلا عالم الحكومة من باب الوزارة ، كما فعل سمير الجد وعبد المنعم العم ، لكنهما دخلا نادي رؤساء الحكومات من بابه الواسع مباشرة - باب رئاسة الحكومة - يعني بدون مقدمات، وهبطا من "البراشوت" ، حيث شكلا أول حكومة لهما دون المرور على المقاعد المخصصة للوزراء.
وأذكر ..... هناك تشابها كبيرا بين سمير الأب وزيد الابن ، من حيث كيفية الاستقالة حيث استقال سمير الأول واعتزل الحياة السياسية عام 1963 ، بعد أن حجب مجلس النواب الثقة عن الحكومة ، فاستقال بحكومته بدلا من حل المجلس ، الذي حل على يد الحكومة ، التي خلفته برئاسة الشريف حسين بن ناصر في يوم تشكيلها .
أما زيد فقد جاءت استقالته عام 1989 ، استجابة لمذكرة تقدم بها 60 شخصية أردنية ، طالبوا من خلالها باستقالة الحكومة ، وتشكيل حكومة وطنية تستجيب لمطالب الشعب ، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد واختلاس المال العام أياً كان موقعهم، وإلغاء قرارات رفع الأسعار ، وإجراء انتخابات نيابية حرة نزيهة ،واستبدال قانون الانتخاب بقانون انتخاب عصري وديمقراطي ، وإطلاق الحريات العامة ، والتضامن الفعّال مع انتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله في ذلك الوقت .
تعبت ونشف قلمي ، ولم أنتهي بعد من سرد بعض الحقائق والمعلومات التاريخية الموثقة على موقع رئاسة الوزراء ، الذي ما زال فيه صفحة الحكومة ورئيسها، الذي يحمل رقم ( 38 ) بين رؤساء الحكومات الأردنية مفتوحة ، لم تقفل بعد .. ولم توضح بعد معالم كيفية إغلاقها ...
Jaradat63@yahoo.com