اذا كانت الحرب في أوكرانيا قد قامت بسبب اصرار أوكرانيا الدخول في حلف الشمال الاطلسي فان دخول فنلدا والسويد في ذات الخضم سيعمل على توسيع نقطة الاشتباك في معركة توسيع النقوذ التي تقودها امريكا بحلف الشمال الاطلسي الأمر الذي سيشكل مواجهة واسعة ومتعددة الجوانب بين هذا التوجه ونظرية الحماية الجغرافية التي تقف عليها موسكو تلك هي معادلة الحرب في اوكرانيا والتي بدأت بالتوسع لتشمل شمال العالم في محصلة يتم حولها مسرح السجال السياسي ومعركة بدأت ترسم عناوينها العسكرية عبر فضاءات استعراض القوة بين طرفي المعادلة القطبية.
فالاتحاد السوفيتي عندما اعاد تموضعه عند انتهاء الحرب الباردة قام بذلك عبر استراتيجية عمل تعتمد على الحماية الجغرافية حيث جاء بواقع تشكيل الجمهوريات التي خرجت من رحم الاتحاد السوفيتي السابق مما يجعلها تشكل محيط عازل لروسيا الاتحادية حتى تم خروج أوكرانيا عن نص المعادلة هذه المعادلة وهو ما اعتبرته روسيا اعتداء على الحماية الجغرافية وتعد على الامن القومي الروسي.
فلقد تم التوافق في حينها بين واشنطن وموسكو حول منظومة ضوابط الموازين منذ انتهاء الحرب الباردة بموجب اتفاق ضمني شكل منذ تلك اللحظة ميزان ناظم لطرفي المعادلة القطبية والذي يلزم الجميع بالخطوط العامة المتوافق عليها عبر توافق معلوم كان يعطي حالة الاستقرار الامن في روسيا عبر جغرافيا عازلة تضمن تباعد نقاط التماس بين اقطاب المعادلة.
وهي المعادلة التي بقيت على حالها حتى قام حلف الشمال الاطلسي بالعمل على توسيع امتداد نفوذه في الاتجاه الشرقي بعد ما استمال أوكرانيا وبدأ يعمل لاعادة تركيب مؤسساتها للتوائم مع انضمامها لحلف الشمال الاطلسي الامر الذي اعتبرته روسيا تغيير في نظام الضوابط والموازين كونه سيقوم بتحفيز بقية الدول للانفكاك الامني من القبضة الروسية وبالتالي تصدع الدرع الجغرافي الذي يقي روسيا الاتحادية.
وعلى صعيد آخر متصل تقوم فنلدا التي هزمت الروس في حرب الشتاء وعادت لتقبل شروطهم بعد الحرب العالمية الثانية بمناورة سياسية حية مع السويد لتدخل الناتو لاعادة نشاطها وحيويتها السياسية بعد ما خامل طيلة السنوات الماضية وهو كان مرده لخانة الحياد السلبي التي كانت تقف عليه هذه الدول بسبب واقع جغرافيا الحدود لفنلندا والسويد بين الشمال الاطلسي والاتحاد الروسي.
مع بدء هذه الدول بالتحرك للخروج الآمن من الجمود السياسي حتى بدأت دول اخرى تتحفز للحاق من الدول الاسكندنافية مثل النيرويج وسويسرا وهو ما شكل حالة تمرد من المنظور الروسي على معادلة الموازين الضابطة والتي تفاجأ ايضا بمواقف بلغاريا وكرواتيا المناوء للخيار الروسي بشراء الغاز بالروبيل وبدأت احجار الدينمو لجغرافية الحماية الروسية بالتساقط عبر متوالية استقطاب بدعم مباشر من الولايات المتحدة ضابطة الايقاع بذلك وهو ما حظى بتأييد واسع من الاتحاد الاوربي وجعل من موقعة الاشتباك تأخذ ابعاد حدودية اوسع ومنهجية سياسية استقطابية وبرامج عسكرية ميدانية مغايرة.
فان نحجت الولايات المتحدة بما تعتزم ترسيمه عبر استراتيجية عملها هذه فان نظرية الامان بالحدود الجغرافية التي كانت قد صاغها غورباتشوف في حينها للانسحاب من الحرب الباردة ونفذها بوريس يلتسن في حينها ستكون انتهت صلاحيتها وبحاجة لاعادة صياغة من جديد على واقع متغيرات المشهد العام وهو ما سيطال واقع منظومة الضوابط والموازين ومناخات الاستقرار الدولي وترسم فضاءات الامن العالمي.
وحتى يعلن الرئيس بايدن المنظومة الجديدة فإن مراكز الاشتباك السياسي ستبقى في توسع وتغير مستمر وهذا ما بدى واضحا
مع إعلان الولايات المتحدة إمكانية انضمام اليابان وكوريا الجنوبية من الناحية الشرقية في آسيا وتوقع المتابعين ان تكون الاردن واسرائيل في الشرق الاوسط وذلك قبل انتتهاء فترة المخاض التي ستسبق الاعلان عن ولادة حلف استراتيجي جديد تقوده الولايات المتحدة.
يتوقع المتابعون ان لا تتجاوز فترة المخاض هذه نهاية هذا العام بالحدود القصوى وذلك بعد اتصال التوافق الذي جرى بين وزير الدفاع الامريكي والروسي لاعلان القادم المنظور وان كانت هذه الفترة لن تخلو من حالات الشد الذي سيصل ذروته ويتوقع ان في آب القادم بعد المحطات التى ستهبط فيها طائرة الرئاسة الامريكية قبل هذه الفترة حيث ستكون واحدة كما هو معلن منطقة شرق المتوسط واما عن نتائج المرحلة فهي حكما ستنتهي قبل الانتخابات النصفية القادمة التي ستجرى قبل نهاية هذا العام حتى يتسنى للرئيس جو بايدن بالقول ها نحن نقود العالم من جديد مترجما بذلك شعاره الذي سيؤهله النجاح بناء على هذه المعطيات والقراءات.