في مؤتمر منظّم لطلبة عدد من مدارسنا بعنوان كأس الزمالة العالمي: Workd Scholar Cup شارك فيه عدد من مدارس عمان، في إحدى المدارس، قدّم طلبتنا درسًا في الوطنية والمواطنة والعروبة وفلسطين، حيث اعترض طلبة مدارسنا على استبدال فلسطين باسرائيل!! ممّا اعتقدوه تطبيعًا بل إنكار لفلسطين وتاريخها واعتراف بالعدو الصهيوني! وصعدوا إلى المسرح وهتفوا لفلسطين عربية وأعادوا شارات المؤتمر إلى منظميه وغادروا…
نعم نعيش هذه الأيام اللحظات النضالية التي زرعها استشهاد شيرين أبي عاقلة! وهذا دون شك عزّز الشعور بالكرامة والهوية الفلسطينية العربية! فالعرب جميعًا هم فلسطينيو النضال والهوية إزاء العدو! برغم عمليات التطبيع الرسمي.
نعم؛ انسحب طلبة مدرستي عمان الوطنية وطلبة ابن رشد، فما تفسيري لذلك؟
جميع الطلبة درسوا نفس المنهاج، ربما شاهدوا اسم اسرائيل بدل فلسطين في مكان ما، سواء في كتب غير أردنية أو كتب غير منهاجية، وربما خضعوا لضغوط تطبيعية انسيابية لا شعورية، وربما لم يقرأوا في أي كتاب أنّ فلسطين عربية، ولكن هناك عوامل عديدة تشكل الوعي الطلابي خارج الكتب المدرسية، ومع ذلك أدرك طلبة عمان الوطنية وابن رشد أن مناهجهم ليست في الكتب فحسب بل في المناهج الخفية التي تستخدمها المدرسة في نشاطاتها ومسارحها وملاعبها وثقافة معلميها ومعلماتها، ورؤية المدارس وفلسفتها! لسوء الحظ ليس لدي فكرة عن أوضاع مدرسة ابن رشد لكن يبدو أنهم حافظوا على اسم ابن رشد وفكره وعقله وجرأته ونوره وإشعاعه، فلا يمكن أن نجد تطبيعًا في ثقافة مدرسة تحمل هذا الاسم! أحيّي المدرسة معلمين وثقافة واسمًا وطلبة!
أمّا مدرسة عمان الوطنية - وأنا خبير بها- هي مدرسة العروبة وفلسطين والأردن معًا دون أولويات! هي المدرسة التي تتكلم ساحاتها وحجارتها وهواؤها اللغة العربية، هي التي تركز أنشطتها على المتنبي ومحمود درويش وعرار، هي من تحتفي سنويًا بالعروبة وشعرائها وأحداثها!!
إذن لا عجب أن يتحدث طلابها كرامة وعزة ورفضًا للتطبيع!
والدرس المستفاد هو أن ثقافة المدرسة هي ما تزرع المواطنة والكرامة وتحرير فلسطين!
دعونا نعيش لحظات انتصار شيرين أبي عاقلة ورفض طلبتنا للتطبيع!
أيتها السيدات والسادة: التطبيع يسقط في مدارسنا