الشهيد هزاع .. نصف قرن كأنها البارحة
سامي الزبيدي
29-08-2010 04:13 AM
خمسون عاما على استشهاد القائد الوطني ورئيس الوزراء الاسبق هزاع المجالي الذي يرتبط اسمه والشهيد وصفي التل بالقيم النبيلة التي تأسس عليها الوطن الاردني وقت كان رؤساء الوزارات شهداء او مشاريع شهداء.
هزاع – كما وصفي – ينتميان الى رعيل اسس في الاردن زاوج في عبقرية بين الانتماء القومي والانتماء الوطني فلم يكن الايمان بالاردن يخدش من الانتماء للامة وبالتالي حين استشهدا دفاعا عن قضية واحدة في زمنين مختلفين فصل بينهما عشرة اعوام فقط.
هزاع قضى وهو يخدم اهله الاردنيين في رئاسة الوزراء حين انطلقت عبوات وقنابل الغدر لتنال منه وثلة من صحبه فمصدر تلك العبوات هو ذات المصدر لرصاصات الغدر التي نالت من شقيقه ورفيق دربه وصفي بعد عشرة اعوام لان الخيانة والحقد مهما كانت ادواتها فجوهرها واحد.
الاردنيون حين يذكرون هزاع تستدعي ذاكرتهم وصفي والعكس بالعكس في تداخل يشعرك بانهما استشهدا في لحظة واحدة وفي مكان واحد.
ترى لماذا هذا التداخل بين ذكرى الرجلين؟ هل لانه من الصعب التفريق بين الدم الزكي هنا والدم الزكي هناك، ام اننا شغوفون بمن اسس لنا ذاكرة جمعية لوطن بقي خبز شعير عند اخوته ؟
ام انهما شغلا منصبا رفيعا لم يرتبط لا قبلهما ولا بعدهما بالشهادة التي كانت قبلهما قصرا على الجنود وليس الساسة؟
في هذا المعنى لم يكن هزاع ولا وصفي رئيسي وزراء بقدر ما كانا جنديين نذرا نفسيهما لوطنهما ، ففي العرف المالي السائد الان عاش الشهيدان وماتا فقيرين غير ان رصيدهما الذي لا ينضب هو في حب الاردنيين لهما.
لقد توقع الشهيدان موتهما قبل ان ينفذ القتلة جريمتيهما فهزاع كتب مذكراته وهو في ريعان الشباب ليخط تاريخه بيده حدسا منه انه في مرمى النار في اي وقت ، اما وصفي فقد قال بالحرف ان المؤامرة التي قتلت هزاع قد تقتله وكان ما توقع فقضى شهيدا بعد تلك الكلمات في غضون اقل من شهر.
كان هزاع ووصفي قادة يحملان مشروعا وطنيا استشهدا من أجله.
رحم الله هزاع وشقيقه وصفي ولنا حسن العزاء.
الراي