الأضرار والخسائر الناتجة عن الحريق الذي تعرضت له محمية غابات اليرموك شمال المملكة لا تقاس فقط بالتهام 1630 دونما وأكثر من 2500 شجرة معمرة بل يتعداها الى تداعيات خطيرة خلال الفترة المقبلة تؤثر على الطبيعة وهجرة الحيوانات والطيور التي تعيش فيها.
كما يحدث الحريق ونتائجة أثرا بالغا بالعوامل المناخية واعتدال الطقس ودرجات الحرارة وتؤدي الى اختلال في توازن نسبة الغازات في المنطقة وتفقدها أيضا جاذبيتها السياحية والطبيعية.
للأسف ردة الفعل لم ترتق الى مستوى الحادثة على كافة المستويات بما فيها الرسمية والشعبية ومن قبل مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات التي تعنى بالبيئة والطبيعة ولم تخرج عن اطار زيارة وزراء ومسؤولين الى الموقع والمطالبات بتشكيل فريق تحقيق ولكن بماذا؟.
محاولات التقليل من تلك الخسائر والادعاء بتنفيذ خطط استباقية لتفادي هكذا حريق والتعامل معه بسرعة فائقة حد من انتشاره لمساحات أكبر غير منطقي ويجافي الحقيقة فهل كنا ننتظر أن تحترق كامل المحمية وما فائدة تلك الخطط مقابل الكارثة الطبيعية والبيئية التي حدثت ويحتاج تعويضها لعقود طويلة وربما لن تعود المنطقة كما كانت.
المساحات الحرجية في المملكة في تراجع مستمر بسبب الحرائق التي تشهدها كل عام والاعتداءات اليومية على الغابات في مختلف المناطق خاصة في محافظات الشمال من خلال تقطيع الأشجار الحرجية للمتاجرة بأحطابها واستخدام معدات حديثة لهذه الغاية مثل المناشير الآلية وغيرها.
أعداد لصوص الغابات في تزايد لان المتاجرة بأحطاب الغابات بالنسبة لهم مصدر سريع للتكسب غير المشروع والثراء وصعوبة الإيقاع بهم.
تفاقم تلك المشكلة يعني عدم نجاعة إجراءات الرقابة والملاحقة والمحاسبة بحق المعتدين على هذه الثروة الوطنية التي تمثل تعديا صارخا على المال العام وحق المواطن بغابات نظيفة وملاذات للسياحة والتنزه وأجواء خالية من الملوثات.
غاباتنا أقرب الى التصحر خلال سنوات قليلة ما لم تعزز إجراءات الرقابة والمحاسبة وتغليظ العقوبات وعدم التهاون مع أي كان وكذلك اتباع آليات فاعلة لرصد الحرائق في بداياتها وطرق مواجهتها وضرورة تطوير أنظمة المراقبة البعيدة المدى باستخدام الماسحات الضوئية والكاميرات الخاصة بذلك.
(الدستور)