في عددهـا الصادر في الأسبوع المنتهي بتاريخ 23/8/2010 ، نشرت مجلة نيوزويك الأميركية قائمة بما اعتبرته أفضل مائة بلد في العالم. وهو مقياس جديد لم يصدر من قبل ، وتنوي المجلة إعادة إصداره سـنوياً بإشراف مجموعة من الخبراء ، واعتماداً على قاعدة معلومات يجري تحديثها باستمرار.
السـؤال المركزي الذي تطرحه الدراسـة هو: لو كنت ستولد اليوم فما هو البلد الذي يمكن أن تختاره ليعطيك أفضل فرصة لتعيش بصحة جيـدة ، وأمان واستقرار ، ورخاء اقتصادي معقول ، وحياة طموحة ومرنة.
استغرقت الدراسة مدة طويلة ، أما العوامل التي أخذت بالاعتبار في تفضيل بلد على آخر فهي: التعليم ، الصحة ، نوعية الحياة ، الكفاءة الاقتصادية ، والبيئة السياسية. وقد قورنت هذه العوامل لاختيار أفضل مائة بلد.
تضم القائمة 12 دولة عربية هي بالترتيب: الكويت 40 ، الإمارات العربية المتحدة 43 ، الأردن 53 ، قطر 54 ، ُعمان 60 ، المملكة العربية السعودية 64 ، تونس 65 ، المغرب 67 ، مصر 74 ، سورية 83 ، الجزائر 85 ، اليمن 92.
احتل الأردن المرتبة الثالثة عربياً ، والثالثة والخمسين عالمياً ، وهو موقع جيـد يؤمل أن نحسنه في الأعوام القادمة ، وعلى الأقل أن نحافظ عليـه ، فلا نتراجع عنه لأن غيرنا قد يتقدم بسرعة أكبر.
على رأس القائمة نجـد: فنلندا ، السويد ، استراليا ، لوكسمبورج ، النرويج ، كندا ، هولندا ، اليابان ، أميركا. وهنا يلاحظ بأن الحياة في الدول الصغيرة أفضل إجمالاً منها في الدول الكبيرة مثل الصين والهند والبرازيل ، فهي – أي الدول الصغيرة نسبياً- توفر لمواطنيها فرصاً أكبر لتحقيق ذواتهم.
يذكر أن إسـرائيل احتلت المركز 22 ، تركيا 52 ، وإيران 79 ، وإن أفضل دولة إسلامية هي ماليزيا في الموقع 37.
شـئنا أم أبينا فإن الإنسان لا يختار والديـه أو المكان والزمان الذي يولد فيه ، أو الدولة التي يعيش فيها. ومع أن أحداً لا يستطيع تغيير والديـه أو لون بشرته ، فإنه يملك قدرة نسبية على تغيير بلده عن طريق الهجرة. وفي هذا المجال هناك بلدان طاردة للسكان معظمهـا في العالم القديم ، وبلدان جاذبة للسـكان معظمها في العالم الجديـد ، ولكن الأغلبية الساحقة من الناس يرضون بحكـم القدر الذي لم يستشرهم في جنسهم أو جنسيتهم أو لغتهـم أو دينهم.
الراي