قد تبدو هذه العبارة "كالكليشيه" الذي تم ٱجتراره حتى فقد معناه، ولكني أريد أن أطرحه من وجهة نظر علمية هذه المرة.
عندما تستفيق، وفي تلك اللحظات الأولى، تكون ما بين الصحو والمنام، ويقال بأن التردادات الدماغية تكون في مرحلة اللاوعي لبضع دقائق. يقوم الدماغ بوظيفة اعتاد على القيام بها، وهي العودة إلى الواقع الذي يعرفه عن طريق تذكيرك بما حدث أمس أو في الماضي، أو عن طريق تذكيرك بالمستقبل القريب، أي الأعمال التي يجب عليك النهوض للقيام بها، فتنزلق نحو التفكير الروتيني.
التذكير بالماضي ومشاكله أو المستقبل القريب بأعبائه اليومية يولّدان الشعور الذي اعتدت أن تشعر به: الملل، الشعور بالعبئ، القلق، القهر، الإنزعاج، ضيق الوقت، وغيرها الكثير من المشاعر السلبية، والتي على الرغم من كونها سلبية، إلا انها المشاعر السهلة التي توظّف دماغك عبر عشرات النسين على توليدها. إنها كالتمرين الذي يصبح القيام به سهلاً مع الوقت، فتستسيغه العضلات وتبات الذاكرة العضلية تعرف ما يجب عليها القيام به لأداء هذا التمرين. وبالطؤيقة ذاتها، يتمرن الدماغ على توليد المعادلات الكيميائية التي تُشعرك بالمشاعر السلبية. لهذا، تستفيق الأغلبية على شعور من المداهمة والضوضاء والتوتر، فنخسر اليوم قبل أن يبدأ.
لتجنب كل ذلك، أفق باكراً، وفي لحظات استفاقتك الأولى، ٱستعض عن تذكر الماضي بأن تتذكر مستقبلك الذي تريد، تذكر نفسك التي تحب. إمنع نفسك من رواية القصة السلبية عن حياتك. تولّ قيادة عقلك، وٱفرض أفكارك الجميلة عنوة على دماغك. الطرق سهلة: تأمل في أمنياتك لبضع دقائق في هدوء وسكون، صلّ، أرسم نفسك بأبهى حلّة واستشعر بما كنت لتشعر به لو كنت سعيداً، مارس الرياضة لعشر دقائق، اكتب أحلامك بالتفصيل الممل، إقرأ صفحة لا تفشل في إشعارك بالسعادة على الدوام، استمع إلى موسيقى تحبها وتنجح في منحك البهجة، إمنح نفسك فسحة من الامتنان، لسببين: أنت تستحق ذلك، وهذه الممارسات مجانية لا تكلفك شيئاً.
إن لم تهتم أنت بنفسك، فلن يهتم بك أحد. باختصار: فُز بصباحك، إنه صباحك أنت، تفز بيومك كاملاً!