شيرين تطوف فلسطين والعالم في وداعها
د. عاكف الزعبي
16-05-2022 08:58 AM
كتبت لشيرين وعنها عندما نعاها الناعي "تليقين بالشهادة والشهادة تليق بفلسطين". واضيف بعد وداعك السماوي "طوبى لفلسطين الارض المباركة والشعب العنيد والتاريخ الممتد نوراً ونضالاً ودماً زكياً وقدراً شاء لفلسطين وشعبها ان يرتقيا رمزاً انسانياً للفداء كما اراد لهما ابنهما وبشيرهما الفادي ان تكونا".
يا اخت حنظلة الكنعاني الشاهد الصابر، وبنت القدس أيقونة الازمان، ورفيقة الكلمة المبتدأ والموقف، وحاملة شعلة الحرية على درب الماضين في مقارعة الظلم والظلام، الساعين دونما كلل للحظة سطوع شمس نهارات العدل والسلام من ارض جنين ومخيمها صانع ارادات المجد الذي اخترع لكل المقهورين في هذا العالم لغة جديدة وعزماً لا يلين ودروساً في كيف ان لكف الحق ان ينتصر على مخرز قوى الشر والظلام.
مثل من سبقوا ومن سيلحقوا من فدائيي ومقاومي وابطال فلسطين ورموز خلاصها الآتين من رحم الحياة، ما كنت لتكوني قبضة نور بلا جذور. استشهدت واقفة مقبلة وعينيك مفتوحتين ترصدين اعداء شعبك من مغول العصر وعصابات الغدر وقطعان المستوطنين كما هو حالك دائماً تتحدينهم في كل يوم ولقاء وتفضحين همجيتهم بالصوت والصورة وتنتصرين للحق ومبادئ الانسانية وقيمها المضيئة.
بالكلمة سوف يلقنهم اشقاؤك الفلسطينيون والفلسطينيات صموداً على الارض ومقاومة بالحجارة ومواجهة بالرصاص وتمرداً على القيود والسلاسل والسجون. فما تزال بنادق عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام وأرواح محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير تلتحم في سياق النضال الفلسطيني الواحد مع كلمات ابراهيم طوقان وتوفيق زياد وسميح القاسم ومحمود درويش في نشيد مقاوم خالد يقول ان على ارض فلسطين ما يستحق الحياة.
شيرين طافت بروحها العالم كما طافت ارض فلسطين من نهرها إلى بحرها. ورفعت اعلام فلسطين بايدي احرار العالم واصحاب الضمائر فيه. حتى المنافقين والخصوم لم يستطيعوا ان يلوذوا بالصمت الذي طالما اختبأوا خلفه. فكانت وفيه لارض وطنها وابناء شعبها الذين احبتهم فأحبوها وودعوها كما يودع الوطن رموزه ومناضليه الابطال.