حدث جلل يهز العالم بأسره, قتل المناضلة الزميلة شيرين أبو عاقلة بهذه الطريقة دليل مفعم بالأمل بأن هذا الكيان في طريقه إلى الإندثار والزوال, قد تنبأ بعض ابناء هذا الكيان بهذا الزوال بعد ذكرهم لشواهد من التاريخ, كانت تضعنا بشكل يومي بصورة همجية هذا الكيان وأساليبه في قتل الروح للشعب الفلسطيني, تتجول في كل الأمكنة وتكشف لنا بشاعة هذا الجسم الغريب عن منطقتنا وعن العالم المتحضر, لم يعد لهذا الكيان قبول أو تعاطف.
شيرين أبو عاقلة.. بقتلها بهذا العنف والوحشية يرفع قيمة النضال الفلسطيني إلى مراتب السمو والبهاء والنقاء, القيمة الوطنية لشمس فلسطين وقمرها وضعنا في ضآلة ما نقدمه لقضيتنا الأساسية، بل ولقضية العالم المتطلع لرفعة البشرية والحضارة, كانت شيرين أبو عاقلة في كل قلب عربي، وكل بيت على مستوى العالم, زادت يقيننا بأن مصير هذا الكيان العودة إلى أزقة العالم التي جاء منه, لن يقبل به أي دولة أو مدينة لبشاعته وغطرسته وجنونه, كانت غزة مثل رام الله في البكاء والفقدان, القدس مثل عمان، وحدتنا شيرين ورفعت منسوب عدالة الحق الفلسطي?ي.
أمس كان عبد الله الثاني سليل بيت النبوة وراعي الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحاميها يقف بقوة في الولايات المتحدة للرد على الماكينية الإعلامية التي يديرها اللوبي الصهيوني, وكان من حسن حظ أمتنا في هذا الظرف الحرج أن يكون الملك في أروقة رسم السياسة الأميركية، ويجادلهم ويضعهم في صورة ما يحدث من تعقيدات في منطقتنا, لهذا كانت شيرين ابو عاقلة سيدة الحضور في النقاش العالمي ووضع الشعوب الغربية في صورة هذا الكيان الغريب والمعيب وانه لابد ان يلفظه العالم المتحضر والبشرية جمعاء.
تسلم الملك جائزة «الطريق الى السلام» كانت الدليل القاطع بأن هذا الزعيم هو من يمتلك الحجة والقيمة في رفع سوية المنطق العربي في وضع العالم الخارجي في رزانة الحق العربي وخاصة الفلسطيني, من هنا نجد أن الانصات الرسمي في الخارج للملك عبدالله الثاني هو السبيل المعتد لفهم ما يقوم به الكيان الصهيوني من حماقات ضد الشعب الفلسطيني صاحب الحق والأرض.
لنمضي على خطى شيرين أبو عاقلة المؤمنة بالحياة والعدالة في فضح بشاعة سياسة الكيان الإسرائيلي، ليقتنع المجتمع الدولي المتخاذل المتردد، بأن فلسطين لها شعب لن يستسلم وسيبقى يبحث عن كل الوسائل والسبل لاستعادة ما سُلب منه, شاهدنا فلسطين بأكملها وقد «زمت» جثمان شيرين أبو عاقلة الطاهر عل أكف الوعد والحب، بأن يكون تاريخها النضالي قلماً وبنادق لهذا الجيل، والأجيال القادمة, بورك الدم يا شيرين، بورك الدم يا فلسطين، بورك الدم يا جنين, ولا نامت أعين المحتل الغاصب.
(الرأي)