الدراما الاردنية وديعتنا جميعا سمو الامير
إحسان التميمي
15-05-2022 06:35 PM
يتحرى سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، الإيجابية ويحمل هم نشر مشاعرها بشكل صحيح، وهذه سنة نبوية مليئة بالتفاؤل والرجاء وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدا. وهذا جزء من شخصية سموه وجزؤها الآخر من إيمانه بالأردن وأهله وقدرتهم على تحقيق أعظم الإنجازات إذا تم تسليحهم بالمهارات والوسائل اللازمة لتأدية دورهم في العملية التنمويّة. ولكن يد واحدة لن تصفق.
وكلنا يعلم للأسف إخفاق العمل الإعلامي الرسمي الحكومي والمستقل في تقديم رؤية إيجابية حقيقية، بل هو بالكاد قادر حتى اللحظة على القيام بوظيفته الأساسية وهي "الإخبار"، وليست الدراما الأردنية بأفضل حال من حيث فقرها بالنصوص والإنتاج والاحتراف مقارنة مع الإنتاج الفني العربي، سواء المصري أو السوري أو حتى الخليجي والمغاربي.
لنتفق بداية أم السينما والدراما لم تعدا مجرد حرفة ترفيه بل صنعة متكاملة ذات مردودات اقتصادية وسياسية واجتماعية مجزية، بل وسيلة توجيه وتأثير وتثقيف الناس وأهم ناقل ثقافي للقرن الحادي والعشرين وترسيخ الهوية الوطنية، وغرس قيم الانتماء والولاء وقيم الوسطية والتسامح والاعتدال في نفوس أبناء الأردن، يمكن القول إن الدراما بفروعها المختلفة تمهد الأرضية لبناء الواقع الاجتماعي كما أنها جزء من التمثيل الثقافي للنظام الذي يحافظ على المؤسسات الاجتماعية، كما أنها كشكل فني، لديها القدرة على بناء البناء العقلي مثل "العمل السياسي". بل وساحة لنقل رسالة الدولة، بجانب التأثير على المجتمع وتوجيهه، هي أداة تؤثر على الثقافة التفاعل بين الدول.
فالعلاقة بين التعليم وصناعة القدوة والفنون الدرامية وثيقة كوسيلة لنقل القيم الثقافية والمادية والأخلاقية للهوية الأردنية ولنا في الدراما السورية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي خير مثال فهل يقود سموه مهمة تعزيز القوة الثقافية ونقل رسالة الدولة وتقديم المعلومة الصحيحة بالتأسيس لبداية الموجة الدرامية الأردنية كجزء من عملية مستدامة لهذه الصناعة الهامة سيما مع توفر المكونات الأساسية لتحقيق نجاح عربي ودولي العمالة الماهرة من ممثلين وكوادر فنية وتقنية خاصة صناعة رسومات الحاسوب إضافة إلى تزايد الطلب على منتجات الدراما.
فكما وفرت مبادرات ولي العهد مظلّة متكاملة أمام جميع الشرائح العمرية والمهنية في الأردن، وكما تقدم سمو الأمير حسين، على جميع الأطراف الحكومية والأهلية في الترويج السياحي لبقعة أردنية كعنصر من عناصر تكوين صورة الوجهة، ولأننا بمعية أمير متقدم بأفكار ومبادرات ورؤية خاصة للعديد من القضايا المحلية أو ذات العلاقة بقضايا إقليمية وعالمية وكما سبق وتأملنا أن نرى أم النمل التي زارها سمو الأمير في أبريل الماضي منطقة مفضلة لتصوير الأفلام السينمائية والمسلسلات إذا نجحت الحكومة بالترويج لها كوجهة مفضلة، فإن الأمل يزداد فينا في أن يحمل الأمير المثابر العارف ملف الدراما الأردنية وديعة لإعادة توضيح ملامح الهوية الوطنية وفق رؤية فنية فكرية تستند على الشرعية الهاشمية و منظومة القيم والمبادئ والأخلاق المكونة للوجود الحضاري لهذا البلد، فالأمير لا يكل ولا يمل في البحث في مناجم الفكر والإبداع الأردني.