لم تكن نكبة فلسطين في ١٩٤٨ وليدة المصادفة او بتخطيط قريب المدى بل كان ذلك قبلها بعشرات السنين حيث كانت اول هجرة لليهود إلى فلسطن في عام ١٨٨٣ ومنذ ذلك الوقت واليهود يتوافدون إليها تباعا وتزامنا مع مؤتمر بازل في سويسرا الذي عقده الصهاينة وأعلن فيه ثيودور هرتزل ان الدولة اليهودية ستقوم في فلسطين بعد خمسين عاما وهذا ما حصل.
وبعد القضاء على دولة الخلافة الإسلامية وما أصابها من وهن قبل ذلك وتقسيم العالم العربي إلى كنتونات واخضاعها للاستعمار البريطاني والفرنسي وفق اتفاقية سايكس بيكو وتشتيتها والحاق الضعف بها مع فقدان السيطرة والسيادة دب الوهن في ارجاء العالم العربي المشتت ولم يعد بمقدوره الحفاظ على هويته وتبع ذلك استئساد الانجليز ودعم اليهود بالمال والسلاح والتدريب والتأهيل لخوض معركة النصر ووقعت فلسطين في أيدي اليهود بسهولة َويسر وتبع ذلك امتداد العدوان لاحتلال ما تبقى منها في عام ١٩٦٧.
والطموح الصهيوني لم يقف عند هذا الحد بل امتد لبناء المستوطنات وقتل الشعب الفلسطيني دون هوادة في الوقت الذي تهرول فيه الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل وتبادل العلاقات الدبلوماسية والتجارية تاركين شعب فلسطين وحيدا في ساحة الوغى.
وتشير ملامح الأحداث إلى أنه لا يلوح اي حل في الافق او امل بتحسن الحال في ظل موازين القوى والتردي العربي وسيبقى امر فلسطين على هذا الحال إلى أن يقضي الله امرا كان مفعولا.