* في أعقاب الحرب العالية الأولى، وقيام الأنتداب البريطاني في فلسطين، بدأت القوى الاستعمارية تنفيذ مخططها لبناء دولة صهونية على أرض فلسطين. وفي الوقت نفسه كانت الحركة الصهيونية تبذل قصارى جهدها في الضغط على القوى الاستعمارية لتدعم هجرة اليهود إلى فلسطين، فقد صدر عام 1917-إعلان بلفور- البريطاني- الإستعماري النشأة لإنشاء، وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، «وأكد أن بريطانيا ستبذل قصارى جهدها لتسهيل إنجاز هذا الهدف».
* وهكذا، بدأ التخطيط ليوم مشهود، قبل إنهاء الإنتداب بساعات، إي منتصف ليل 14/5/1948م، أنهت بريطانيا وجودها في فلسطين، فأعلن المجلس اليهودي، تل أبيب قيام دولة يهودية في فلسطين دون إعلان حدود لها.
* ففي يوم 14/5/1948م- كانت الاحتفالات الصهيونية في مختلف التجمعات اليهودية، وكانت أعمال الغضب والشجب تعُم البلدان العربية. وقررت الدول العربية تشكيل لجنة عسكرية لمواجهة الموقف الصهيوني، فجاء تقرير اللجنة أن الفلسطينيين لا يملكون القوة، ولا التنظيم الذي يمكنهم من مجابهة اليهود، كما أكدت أن المجابهة بقوات غير نظامية محسومة النتيجة بالهزيمة.
* فقد أحتلت المنظمات المسلحة معظم أراضي فلسطين؛ وتمّ طرد ما يقارب ثلاثة أرباع المليون فلسطيني ليصبحوا بهوية جديدة- لاجئين؛ وهدمت أكثر من (500) قرية فلسطينية؛ كما هوجت قرى أخرى بهدف نشر الرعب في سكانها وفي القرى المجاورة... فكانت موجات الهجرة في شتى الاتجاهات، وكانت المأساة الأنسانية الاشد قسوة، فتمّ تدمير مجتمع عربي فلسطيني، سياسياً وأقتصادياً وأجتماعياً، في عملية تهجير قسري جماعي.
*وهكذا أصبح ذلك اليوم عنواناً يرتبط بالمأساة الفلسطينية الإنسانية؛ وعنواناً يرتبط لدى الصهيوينة بالإستقلال.
* وبعد مضي ثلاثة أشهر من تلك الكارثة، جاء خطاب المؤرخ العربي –قسطنطين زريق- في كتاب يحمل عنوان- النكبة- واستمرت الشعوب العربية تستذكر هذه الذكرى- ذكرى النكبة- إلى أن تم نسيانها في مجتمعاتنا العربية.
* ولوأد هذه الذكرى في فلسطين المحتلة أصدرت السلطات الاسرائيلية- الصهيونية (قانون النكبة-2011) الذي يفرض غرامات مالية أو عقوبات بالسجن على إحياء هذه الذكرى في بعدها الفلسطيني، فهي بالنسبة لها ذكرى الاستقلال والتأسيس.
* فهل تحولها الأجيال العربية القادمة إلى ذكرى أخرى؟.
الدستور