في 15 أيار من كل عام يحيى الفلسطينيون واحرار العرب ذكرى نكبة فلسطين التي ألمت بهم في عام 1948 هذه الذكرى التي تعيشها الأجيال بكل مرارة وحسرة بعدما قامت قوات الاحتلال الصهيوني بارتكاب اكبر جريمة حرب في حق الفلسطينيين وفي حق الإنسانية جمعاء, تاتي هذا العام الذكرى الـ 74 وسط اشتداد اعتداءات المستوطنيين وجنود الاحتلال الاسرائيلي على المصلين في باحات المسجد الاقصى واستشهاد وجرح مئات من الشعب الفلسطيني الذي يواصلون الصلاة في شهر رمضان المبارك الصامد المجاهد في وجه تهويد مدينة القدس وتقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود وسط تصاعد وتيرة المواجهات بين الشباب المقاوم الفلسطيني وقوات الاحتلال, ولقد تمادت سلطات الاحتلال في عدوانها وطغيانها على الاراضي الفلسطينية مترافقا في مصادرة الاراضي وتهويدها لبناء المستعمرات وانشاء جدار الفصل العنصري بالاضافة الى سياسة العقاب الجماعي وزيادة الحواجز في الاراضي الفلسطينية وتشديد الحصار على قطاع غزة وسعت سلطات الاحتلال الى تدمير البنية التحتية وفصل وعزل سكان فلسطين وحرمانهم من التواصل مع العمق الفلسطيني والعربي.
إن المجازر الإسرائيلية في فلسطين والتي نشاهدها اليوم وسقط فيها العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى وتدمير للمنازل لم تكن الأولى في تاريخ الحركة الصهيونية والتي تعد انتهاكا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان وتتمثل في تدمير وتشريد وطرد عدد كبير من الشعب الفلسطيني وتهجيره عن أرضية, ففي عام 1948 تم احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية وتم طرد ما يزيد على 700 إلف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين فتشكلت عشرات المجازر وتم هدم البيوت والمدن والقرى الفلسطينية وكانت الهدف من ذلك طمس للهوية الفلسطينية.
وكان الأردن الأكثر استقبالا للاجئين وقاسمهم لقمة العيش كمهاجرين وأنصار ويشكل التلاحم الأردني الفلسطيني أجمل وأبهى صورة في التلاحم بين الشعبيين الشقيقين, وكانت القيادة الهاشمية المدافعة عن القضية الفلسطينية والتي تعتبر القضية الفلسطينية القضية الأولى وهي لب وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي وشهداء الجيش العربي الأردني يشهد لهم الجميع ببطولاتهم وتضيحاتهم الذي سقطوا شهداء على ارض فلسطين المباركة.
ستبقى ذكرى نكبة فلسطين عنوان للتغيير والنضال والكفاح والصمود في وجة الاحتلال الاسرائيلي وتعبير عن تمسك الفلسطينيون في حق العودة الى اراضيهم التي هاجروا منها في عام 1948.
حفظ الله الاشقاء في فلسطين من كل مكروه. وسيبقى الأردن نبض الأمة ودرعها، ولنقف مع قيادتنا الهاشمية الحكيمة ولنحافظ على وحدتنا الوطنية لأننا حقا نقف بذلك مع إخواننا في الوطن المحتل, لان الوحدة الوطنية والبعد عن التفرقة هي الطريقة الاقوم والأفضل للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية والاستيطانية.
رحم الله شهداء الأمة والدعاء إلى الله إن يشفى الجرحى وستبقى القدس عربية إسلامية.