facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جمال السويدي والتسامح في فكر الشيخ زايد


السفير الدكتور موفق العجلوني
14-05-2022 05:53 PM

في الوقت الذي ودع فيه العالم العربي والإسلامي وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة قائداً عربياً يتمتع بكل التقدير والاحترام على المستوى الوطني والعربي والدولي المرحوم سمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، ندعوه تعالي ان يتغمد سموه بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته. اطل علينا معالي الدكتور جمال سند السويدي نائب رئيس مجلس إدارة مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بمقاله رقم ٩ المنشور هذا اليوم السبت الموافق ١٤/٥/٢٠٢٢ : "التسامح في فكر الشيخ زايد "، حيث أشار الدكتور السويدي أن التسامح هو قيمة إنسانية عظيمة لا غنى عنها لبناء مجتمعات متماسكة ومستقرَّة وناهضة، لأن نقيض التسامح هو التعصُّب والكراهية والعنف، وهي قيم كفيلة بتدمير أي مجتمع تتغلغل فيه. لكن قيمة التسامح تحتاج دوماً إلى مَن يعمل على ترسيخها بصفتها ثقافة مجتمعية، ونمط حياة بين الناس بمختلف فئاتهم وتكويناتهم، وترسيخ جذورها في بنية المجتمع وأنماط العلاقات بين أبنائه، وبينهم وبين غيرهم من المجتمعات والشعوب، ولاسيما في المراحل التاريخية التي تتنامى فيها نزعات الكراهية والتعصب الأعمى، أو يتزايد فيها نشاط دعاة التطرف والصدام الحضاري، فدائماً ما يكون هناك أناس يسخِّرهم الله لخدمة بني البشر، ولنشر العدل والتسامح والقيم الخيِّرة من أجل بقاء البشرية ورفاهيتها.

اتفق هنا مع كل ما طرحه الدكتور السويدي حول سمو الشيخ زايد من تبنية طيب الله ثراه نهج التسامح ، حيث عشت هذه التجربة شخصية في التسعينات آثناء استقبال سموه في قصر المارينيه رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية في باريس حيث كان يقوم سموه بزيارة رسمية الى فرنسا ، و كنت اشغل القائم بأعمال السفارة الأردنية في باريس ، حيث اكد في حديثه رحمه الله على التسامح و ضرورة الحوار و التسامح على المستوى الوطني و الإقليمي والعالمي . و هذا النهج الذي سار عليه حكام دولة الامارات جميعاً وعلى رأسهم سمو الشيخ خليفة رحمه الله و سمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله و كافة أصحاب السمو حكام الامارات.

نعم لقد شكل التسامح كما أشار الدكتور السويدي أن إحدى الركائز المحورية في فكر الشيخ زايد، رحمه الله، وفلسفته العامة في الحياة والحكم، واستندت رؤيته لهذه القيمة الإنسانية السامية وأهميتها إلى مجموعة من الأسس والأمور الهامة والتي تمثلت بالمعطيات التالية :

* إن ترسيخ القيم الإنسانية السامية، وفي مقدمتها التسامح، في نفوس أفراد المجتمع هو جزء أصيل من عملية بناء الإنسان الإماراتي، فالشيخ زايد، رحمه الله، كان يضع عملية بناء العنصر البشري وتنميته في قمة أولوياته، بصفته أداة تحقيق التنمية الشاملة وهدفها في الآن نفسه، وهذا البناء لم يكن يقتصر في فكر الشيخ زايد على تطوير قدرات الإنسان وتنمية مهاراته الأساسية فقط، ولكن أيضاً، وربما الأهم، كان يشمل تنمية هذا الإنسان قِيَمياً ومعنوياً، من خلال زرع القيم الإنسانية السامية والخيِّرة فيه، وعلى رأسها قيمة التسامح، ومن هنا كان حرصه الثابت والدائم، رحمه الله، على حثِّ مواطنيه، وكل من يلتقيهم، على التمسك بقيمة التسامح، والتحلِّي بها في سلوكهم ومعاملاتهم مع بعضهم بعضاً، حتى تكون عملية بناء الإنسان مكتملة بشقيها القِيَمي والتأهيلي.

* أهمية التسامح في تعزيز التماسك المجتمعي، الذي هو أساس الاستقرار والتقدم لأي مجتمع، فالمجتمع المتسامح هو مجتمع متضامن ومتعاون مع بعضه بعضاً، وتسود بين أفراده روح الألفة والمودة والإيثار، وهو ما يجعله أكثر تماسكاً ووحدةً في مواجهة التحديات التي يمكن أن تعترض سبيله.

* إذا غاب التسامح، وسادت قيم التعصُّب والكراهية بين أفراد المجتمع وفئاته المختلفة، فإن مصير هذا المجتمع غالباً ما سيؤول إلى التشرذم والانقسام، وربما الانهيار، حيث يُنقَل عنه، رحمه الله، قوله: " لولا التسامح ما أصبح صديق مع صديق، ولا شقيق مع شقيق، التسامح ميزة ".

* تمثلت رؤية الشيخ زايد الحكيمة رحمه الله للتسامح، إلى ما هو أعمق بكثير عندما رأى أن تعزيز قيمة التسامح هو مسؤولية المجتمع كله، الذي عليه أن يتسامح مع المخطئ من أبنائه، بصفته فرداً من أفراده، ومعاونة هذا المخطئ على العودة إلى الطريق الصواب. وأن المخطئ في النهاية هو أخ لمن أخطأ في حقه، وأن واجب الآخرين، والمجتمع كله، التسامح مع هذا المخطئ، ومساعدته على تجاوز خطئه، والعودة إلى الطريق الصحيح، قائلاً إن الله عز وجل يسامح المخطئ، فكيف بنا نحن البشر؟

* نظرة الشيخ زايد رحمه الله إلى التسامح بصفته عامل توحيد، لأنه يجعل جميع أفراد المجتمع مترابطين ومتحابين فيما بينهم، وهو ما يجعلهم أكثر ميلاً إلى الاتحاد، على عكس الدول والمجتمعات التي تعاني من انتشار قيم الكراهية والتعصب، والتي تكون أكثر ميلاً إلى التفتُّت.

* التسامح في فكر الشيخ زايد، رحمه الله، هو قيمة إنسانية يحث عليها الدين الحنيف، حيث كان ينظر إلى الدين بصفته دعوة إلى الحوار والتعايش والتسامح بين البشر، وكان يدعو باستمرار إلى نشر هذه القيم الإنسانية بصفتها من جوهر الدين، رافضاً كل دعاوى التعصُّب والكراهية والانغلاق التي تروِّج لها بعض الجماعات تحت ستار الدين، والدين منها بَرَاء.

* وفي هذا السياق قال، رحمه الله: " إن الواجب يحتِّم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف، الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى يستجيب الناس، ويواجهوا الإرهاب باسم الدين، والقتل باسم الدين".

* تجسدت رؤية التسامح للشيخ زايد رحمه في العديد من الممارسات والمواقف والسياسات التي رسَّخت نهج التسامح الإماراتي والتي سار عليها الأبناء من بعده، بصفته نموذجاً عالمياً رائداً، ولاسيما في مجال الحريات الدينية، حيث كان يستقبل ممثلي الأديان والطوائف المختلفة، ويؤكد أهمية الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، كما حرص على توفير الأجواء التي تسمح لأتباع الديانات المختلفة على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة بأداء شعائرهم الدينية بحرية ومن دون خوف.

* كان الشيخ زايد رحمه الله يعتبر التسامح والحوار هما أساس التعاون بين الأمم، وليس داخل المجتمع الواحد فقط، فكلما سادت قيم التسامح والتعاون والحوار بين الأمم والمجتمعات، عمَّ السلام والأمن والاستقرار في العالم.

* كان نهج الشيخ زايد رحمه الله هو نشر ثقافة التسامح بين البشر من دون تمييز، وانعكس ذلك بوضوح في سياسة الانفتاح والتسامح العالمية التي ميزت السياسة الخارجية الإماراتية، ولا تزال، تغلِّب لغة الحوار والتسامح حتى مع المسيئين إليها، وكانت تقدم يد العون والمساعدة إلى أي محتاج في أي مكان في العالم، بصرف النظر عن جنسه، أو عرقه، أو ثقافته، أو ديانته، أو لونه، حتى غدت عنواناً للخير والعون في كل أصقاع العالم.

* لقد رسَّخ المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نموذجاً إماراتياً رائداً للتسامح ضَمِن للمجتمع الإماراتي الحفاظ على تماسكه وقوته برغم التحديات التي واجهها، وجعل من دولة الإمارات العربية المتحدة منارة للتسامح والمحبة والعيش المشترك.

هذا النهج الإماراتي في التسامح، الذي أرساه الشيخ زايد، رحمه الله و سار عليه أبناء الشيخ زايد و كافة أصحاب السمو شيوخ الامارات ، شكَّل النبراس الذي سارت على هديه القيادة الإماراتية ، ممثلةً بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله ، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والتي ركزت كل جهودها على تعزيز قيم التسامح والتعايش والوسطية، من خلال الكثير من المبادرات والتحركات الرائدة، التي سعت إلى ترسيخ نموذج التسامح الإماراتي بصفته نموذجاً عالمياً يشار إليه بالبنان.

ومن هنا تمثل " وثيقة الأخوَّة الإنسانية " ، التي تم توقيعها على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع العام الحالي خلال استضافتها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أكبر دليل على دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لنشر نهج التسامح في العالم كله.

أما على المستوى الداخلي، فقد حرصت القيادة الإماراتية الرشيدة، حفظها الله، على تحويل فكر زايد ونهجه في التسامح إلى إطار مؤسسي وقانوني حامٍ لنهج التسامح الإماراتي، على النحو الذي تجسد في إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية في عام 2015، وفي القرارات الخاصة بإنشاء وزارة للتسامح، ووضع برنامج وطني للتسامح، وإعلان عام 2019 عاماً للتسامح، وغيرها من المبادرات.

الأمثلة عديدة في التسامح والعيش المشترك لا يمكن حصرها، والتي ضرب بها الامثال الشيخ زايد رحمه الله وأبناؤه من بعده اذكر منها :

o في سبعينيات القرن الماضي، امر رحمه الله ببناء ثلاث كنائس لتخدم الطوائف المسيحية في مدينة أبو ظبي.

o وافق رحمه الله في عام 1999 على طلب الكنيسة المصرية تخصيص قطعة أرض لبناء الكاتدرائية القبطية الأرثوذكسية المصرية.

o تأكيداته المستمرة رحمه الله أن هدف التنوع في العقائد والأديان هو التعارف والتعاون فيما بينها. وكان لهذا النهج الحكيم دوره الذي لا ينكره أحد في تحقيق التعايش السلمي بين أبناء أكثر من 200 جنسية يقيمون على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة في وئام وتسامح.

o كانت ثقافة التسامح جزءاً لا يتجزأ من الفكر الوحدوي للشيخ زايد، رحمه الله، وكانت أحد العوامل المهمَّة التي أسهمت في إنجاز حلم تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971.

o تسوية بعض الخلافات بين أبو ظبي ودبي قبل الاتحاد، حيث قال، رحمه الله، عنها: " إننا نحرص على المودة والأخوَّة بيننا، وإذا أخذتَ شيئاً من يدك اليمنى لتضعه في يدك اليسرى، فهل يمكن أن يقال إنك فقدت شيئاً؟ نحن جميعاً إخوة في جسد واحد."

يؤكد الدكتور السويدي في ختام مقاله، بأن نهج الشيخ زايد، رحمه الله، في ترسيخ ثقافة التسامح يمثل إرثاً ملهِماً للأجيال المختلفة، ليس داخل دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، وإنما على المستويين الإقليمي والعالمي أيضاً، لأن هذا النهج تجاوز بتأثيره الإطار المحلي إلى العالم كله، ليرسخ مكانة هذا القائد الاستثنائي بصفته رمزاً للتسامح والسلام في المنطقة والعالم .

لا بد هنا ان اشير ان الأردن و دولة الامارات يتشاركان في العديد من الصفات و على رأسها نهج التسامح والحوار و العيش المشترك و رسالة عمان و كلمة سواء الذي رسمه المرحوم بآذن الله جلالة الملك حسين طيب الله ثراه و سار على هذا النهج جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله. وبالتالي فدولة الامارات والأردن وقيادتهما الحكيمة يتمتعان بتقدير واحترام كبيرين على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لان نهج الحوار والسلام والتسامح العيش المشترك ، هي سياسة وطنية ثابته في كلا البلدين لا يزعزعها التحديات والظروف السياسية و التقلبات في المزاج الدولي فهي سياسة ثابتة مزروعة في فكر الاجيال في الماضي و الحاضر والمستقبل .

ajlounifamily@hotmail.com
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :