يُغيظُ هذا التعبير. تشعر أنه بذيئ. و هو الترجمة العربية للتعبير الإنجليزي Transparent Investigation. المعنى المقصود هو تحقيقٌ عادلٌ نفَّاذٌ و علنيُ النتائج. مُحايدٌ و سريع. و بنهايته هناك محاكمة أو مُساءلة للمذنب، و عقاب. و لكي لا يذهب التفكير بعيداً ببذائتهِ، فأعني هنا أنه بذيئٌ لتكراره و لأنه ما من تحقيقٍ إتصفَ بهذه الصفات السامية تمَّ بخصوص مسألةٍ عربية و كان الطرف الآخر فيه "إسرائيل" لأنها و مجرميها فوق أي قانون.
ارتكبت "إسرائيل" مئات الجرائم بحق العرب يل حتى غير العرب. بل حتى ضد اليهود أنفسهم. و لم تنل هذه الجرائم تحقيقاً نتجت عنه مساءلة. فهل نتوقع أن ينحني الجهاز القضائي العالمي للتحقيق باغتيال شيرين؟ إن مجلس الأمن الذي طالب بالتحقيق عنده المقدرة القانونية أن يؤسس محكمةً خاصةً مثلما فعل في السابق لحرائمِ اغتيالٍ و مذابح. لكنه مجلسُ ذَرِّ الرماد في العيون في هذه الحالة. لأن المصالح العليا تتوافق و مصلحة الصهيونية العالمية. إنها تشابكات المصالح المختلفة التي تدخل في السياسة و المال و العلاقات العامة والشخصية التي تحكم مصائر البشر. عند تناولها بعقلانية، مثلما يفعل نعوم تشومسكي و مؤخرا جيفري ساكس، يُدفعُ التناولُ العقلاني بعيداً عن صانعي السياسة و عن الإعلام الجماهيري. لا يبقى له إلا الإعلام غير المنتشر. و إن تم تناول هذه المصالح بنوعٍ من اللاعقلانية الواعية، و أعتذر عن التضاد، باستخدام أدلةٍ من ويكيليكس و السجلات المخفية، أو بنظريات المؤامرة، فالرد ما يكون عادةً تسفيه و تجريم المُسرِّب للمعلومة و ملاحقته بتهمة إفشاء الأسرار.
نحن بين مناداةٍ لتحقيق نافذٍ و معرفةٍ بعدم نفاذه. و مصالح دول تتراوح في رغبتها عدم إيذاء "إسرائيل" بين المعروف الحقيقي العقلاني لحجم هذه المصالح و التصور المخفي المؤامراتي لها و الذي لا يخطأ تماما. و النتيجة هي غياب العدالة سوء صرختَ أم صمتَّ.
الإغتيال "الإسرائيلي" اليومي للعرب بفلسطين لا يحتاج تحقيقاً شفافاً و لا مُعْتِماً. الحقيقة معروفة. هذه "الإسرائيل" مجرمةٌ. خافت من امرأة فقتلتها و تخافُ منها ميتةٍ داخل تابوت و فوقها علمٌ مرفوع. أما مجلس الأمن فهو الذي يحتاج للتحقيق الشفاف. و لينظر العرب ما هم فاعلون.