بالرغم من كوننا عايشنا ازمات مياه موسمية في السابق الا ان ازمة المياه التي تشهدها البلاد حاليا تعد غير مسبوقة وهو امر يستدعي حلولا جذرية لا تقبل التأجيل حصوصا ونحن كبلد نعد ضمن افقر اربعة بلدان في المصادر المائية على مستوى العالم.

ليس الحل احادي اذ نحتاج الى سلة من الحلول المتزامنة والمتوافقة بحيث نحقق الامن المائي الذي هو احد اهم حقوق المواطن على دولته.

ليس كافيا – من وجهة نظر الخبراء – جر مياه الديسي الى عمان، كما انه امر ضروري وقف الاستثمارات الزراعية المستندة الى حوض الديسي اذ لا يعقل ان تستأثر مجموعة من الشركات بهذه الثروة في وقت يعاني فيه البلد ازمة حادة في المصادر المائية، فتلك الشركات التي استأجرت اراض شاسعة بقيمة عشرة قروش للدنم الواحد تضخ من المياه ما طاب لها دون ان تدفع للخزية اثمان تلك المياه حتى غدت دونها لدى الوزارة المعنية ارقاما هائلة.

كذلك فمن البديهي القول ان الحل الجذري يتمثل خيار تحلية مياه البحر عبر انجاز المشروع النووي السلمي غير ان ذلك يحتاج الى وقت قد يطول لذلك لا بد من استثمار المياه الجوفية ما تحت الف متر ولدينا احواض تفي بالحاجة المؤقته لخمسة او ستة اعوام غير ان اطلاق يد القطاع الخاص في هذا الشأن يثير الريبة، فالاولى ان تقوم الوزارة عبر الكفاءات التي تتوفر لديها في تبني هذا المشروع وليس تحويله الى شركة محلية متحالهة مع شركات اجنبية.

قد يقول البعض ان الحفر تحت عمق 1000 متر يحتاج الى خبرات ومعدات غير متوفرة في الاردن وبالتالي فان الحصافة تقتضي احالة هذه المهمة الى القطاع الخاص الذي سيقوم باستدرج عروض من شركات اجنبية للقيام بالمهمة، واذا كان هذا الكلام صحيحا اذن لماذا لا يجري استيراد التكنولوجيا اللازمة تحت اشراف الوزارة بحيث تبقى مواردنا تحت تصرفنا على اعتبار ان الشركات الاحنبية ستبيعنا مياهنا لنا لمجرد انها تستطيع استخراجها وهو امر فيه غبن للبلد ولاهلها.

لقد استمعت الى وزير المياه في احدى الجلسات وهو يدافع عن فكرة استقدام شركات احنبية للقيام بهذه المهمة لتستخرج المياه ولتيعنا مياهنا وهو موقف لم اتمكن من فهم مراميه سواء الاقتصادية او الوطنية، اضف الى ذلك فان اليات احالة العطاءات في هذا الشأن تحتاج الى ايضاح للرأي العام.

الحل الجذري يتمثل بانجاز مشروعنا النووي السلمي الطموح والى ان يحصل ذلك فان امامنا مهمات عدة لا تقف عند وقف الهدر في "الديسي" فقط بل وبضرورة التحلي بحصافة مطلوبة حين ندير مواردنا الجوفية القليلة وعدم رهنها للاحنبي وشريكه المحلي.

Sami.z@alrai.com

الراي