يبقى السؤال قائماً هل التعليم الرقمي الحل الأفضل في مدارسنا؟! وهل التعليم الرقمي سيعطي المخرجات التعليمية التي نبتغيها لطلابنا؟ واذا أردنا التعرف على مفهوم التعليم الرقمي فهو ببساطة استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية والتخلص من الطرق التقليدية في التدريس، أي ان حضور الطلاب الى قاعة التدريس لتلقي المعلومات والشروحات الدراسية من المعلم مباشرة من غير وجود وسيلة او وسيط يتمم العملية التعليمية لن يكون موجودا كما هو الحال في التعليم الرقمي.

فهل نحن في مدارسنا الاردنية نمتلك الأدوات والموارد الكافية للانتقال الى خطوة التحول الرقمي في التعليم؟ وهل الوعي الجمعي متفق على القيام بهذا التحول واستبدال التعليم التقليدي بآخر يعتمد على استخدام أحدث الصور والوسائل التي تفتح آفاق جديدة للتفكير وإعمال العقل في كل مسألة يتعلمها الطالب أو موقف يصادفه ؟ ورصد كل الآراء التي تعد من أهم الخطوات التي تقرر هل نحن على استعداد للبدء بخطوة التحول الرقمي أم لا ، في هذا المقام لا نستطيع ان نغفل ان كثير من الدول طبقتها في أنظمتها التربوية جزئياً أو كلياً.

هناك من يعارض اعتماد التعليم الرقمي في مدارسنا، وآخرون يؤيدون هذه النوعية من التعليم باعتباره مجاراة للتطورات التي تطرأ على العصر ، وما يستجد من متغيرات مستمرة وعاجلة، نحن هنا بحاجة ان يعمل الطالب عقله بالتفكير والتجربة والبحث والدراسة وتسجيل ملاحظاته ومشاهداته فيما يحيط به بنفسه ، من غير ان ينتظر المعلم إعطاؤه المعلومة جاهزة ، وفق استيراتيجيات كل نظام تعليمي تضعه وزارة التربية.

الهدف من التعليم الرقمي اولا يصب في صالح جميع عناصر العملية التعليمية ( الطالب، المعلم، المنهج الدراسي، البيئة التعليمية) الارتقاء بها وتبسيطها والوصول الى مستوى من التقدم والتطور يطمح له أي مجتمع ، فإذا ما تم اتخاذ قرار التحول الرقمي في المدارس ، يجب على وزارة التربية والتعليم قراءة الواقع التعليمي والاجتماعي والاقتصادي بصورة متأنية ، ورصد الدعم المعنوي والمادي لذلك والتأكد ان جميع الطلاب مهيؤون لذلك التحول.