قبل نحو 62 عاما في عهد جيل كان يدرك عميقاً معاني الوطنية والانتماء للوطن والارض والانسان العربي ويفهم عميقا معاني الدين الاسلامي ويميز الخبيث من الطيب في الاقوال والاعمال، يحدث أن يمرض الزعيم العروبي المسيحي وزير الاوقاف فارس خوري ويعوده في مشفاه الشيخ محمد بهجة البيطار احد علماء ومشايخ دمشق في ذلك الوقت ويقرأ عليه القرآن الكريم يعوده يومياً ولا يتركه ويخرج في جنازته ، هذا الزعيم المسيحي الاسطورة هو الذي وقف خطيباً يوم الجمعة على منبر المسجد الاموي بعد أن أبلغه الجنرال الفرنسي غورو بأن فرنسا جاءت إلى سوريا لحماية مسيحيي الشرق، وقال مخاطبًا المصلين: "إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي أطلب الحماية من شعبي السوري، وأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله"، فأقبل عليه المصلون وحملوه على الأكتاف وخرجوا به في مظاهرةٍ تطوف أحياء دمشق، وخرج المسيحيون من أهل دمشق يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون "لا إله إلا الله".
لم يسأله المصلين هل انت طاهر يا شيخ فارس لانه كانوا يعلمون طهارته الوطنية وان الارض يرثها عباده المصلحين … هذا المسيحي قال مقولته الشهيرة قضية فلسطين لن تحل في أروقة مجلس الأمن، لكنها ستحل على ثرى فلسطين".
الشهيدة شيرين سقت هذا الحديث لمقارنة زمانين بين مترحم وجاهل ؛ مدرك وعاقل وغافل حاقد ، حديث التافهين السطحيين لم يفهموا قوله تعالى (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الارض يرثها عبادي الصّالحون )) ولم يقل مسلمون ولا مسيحيون بل الصالح ! حتماً لا يعينك ولا يعنينا فأنت بين يدي رحمن رحيم وقد انجزت مهمتك على اكمل وجه و سبقك شهداء كثر من اخوتنا المسيحيين وقفوا في وجه الطغيان الصهيوني الاسود مثل جريس عمش وحنا سابا و مئات من الجنود الاردنيين الذين استشهدوا في فلسطين مثل سابا عودة و توما حجازين والطبيب نورس يعقوب وأنطون جريس نعيمات وفائق حدادين وسلامه مصاروة ومئات بل ألاف ارتقوا من رصاص الاحتلال الذي لا يعرف مسيحياً او مسلماً عند القتل هو يعرفه فلسطيني عربي مقاوم …
الاحتلال اياً كان جنسه فرنسياً انجليزياً امريكياً اسرائيلياً ، لا يعرف ديناً عند القتل … والشهادة لا تعرف الا الرحمة ….
الشهيدة شيرين ؛ عذراً فهناك حمقى يتوالدون في هذا الزمن ينقشون حماقتهم على جدران المقاومة والصمود وتجلي معاني الشهادة ، يستحضرون غبار التاريخ ليصنعوا مجداً على ظهور الشهداء.
ان لم تكوني شهيدة فمن الشهداء ؟ ان لم نترحم عليك ونشكرك فعلى من نترحم …. ستخرج فلسطين كل فلسطين تودعك نيابة عن الامة العربية ….
عذراً سيدة فلسطين فالمغفلين الغافلين لا يزالون في كهف ابي جهل ، رحمك الله .