بعد " تيه العربان " و " أسباب التيه " لا بد من اقتراحات للخروج من التيه ، فوصف الداء لا بد ان يتبعه وصف الدواء . وانا هنا لا أزعم أنا ما أقترحه هو كل شيء أو كله صواب ولكنها مقترحات قد يجد فيها المخلصون الغيورون ما يمكن أن يعتمدوه للتنفيذ إن كانوا أهل سلطة أو ينادون به إن كانوا أهل فكرة .
١. لا بد من استمرار المناداة بالهوية العربية الاسلامي الجامعة لأن الدول الفسيفسائية لا مستقبل لها ، لأن ضعفها يغري أعداء أمتنا فالأقوياء يستعبدون الصغار ويذلونهم ويبتزونهم ويصنعون لهم المشكلات . إن استمرار المطالبة بالهوية الجامعة يقتضي وضع ذلك في مناهج التعليم ومنابر التوجيه بحيث تكون فكرة رائجة متفقا" عليها عند الجميع من منطلق أن الصغار تدوسهم الدببة والفيلة. ولنا في عالمنا دروس واضحة في تكوين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والصين المترامية الأطراف والقارة الهندية والاتحاد الأوروبي .
٢. لا بد من الاتجاه نحو الصناعة لوقف نزيف الاستهلاك الذي يأكل مواردنا عبر استيراد السيارات والطائرات والأسلحة بل والأثاث والقماش وأتفه الأدوات . والصناعة تكثر الأيدي العاملة مما يقلل نسب البطالة والفقر ، وبهذا نحتفظ بأموالنا بل نجلب أموالا" عبر التصدير ، وعلى أقل تقدير يصبح الميزان التجاري متساويا" بدل أن يكون بكفة واحدة كما هو الحال اليوم .
٣. علاج المشاكل السياسية بين الدويلات المتجاورة كي لا يبقى النزاع مع الذات مستمرا" ، ولا بد أن يكون العلاج على مدى زمني وبنفَس طويل مع إصرار على الوصول إلى الهدف لأن الأعداء ينسلون من الفراغات والثغرات الموجودة .
٤. تداول السلطة عبر الصناديق النظيفة فنحن أمة تملك إرثا" اخلاقيا" كبيرا" يدعونا إلى التنفيذ " لم تقولون ما لا تفعلون" ، وبهذا تنتهي السلطة المطلقة والتي اكتوينا بها " الزعيم الملهم " و " حبيب الأمة " و " حبيب الشعب "
و" المخلص" و " المهدي" فننفض غبار الاتكالية ونشمر عن سواعد البناء ويتحمل كل ذي سلطة مسؤوليته إن خيرا" فخير ، وإن شرا" فشر . لا بد من ثورة بيضاء في المجال السياسي والإداري لطي صفحة الشكوى والعجز لنبدأ رحلة الألف ميل والأيام لا تنتظر .
هذه مقترحات عامة وعندكم أكثر منها بالتأكيد .