أمَر الله -عزّ وجلّ- عباده بفعل الخيرات، وحثهم على المسارعة إلى الطاعات، فقال تعالى:
((اللَّـهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،
فمن أرقى الغايات التي يسعى الإنسان إلى وصولها ويحرص على أدائها هي فعل الخيرات والمسارعة إليها، وبهذا تسمو إنسانيته، وتكتمل بشريته، ويتشبه بالملائكة، ويتصف بالأخلاق التي اتصف بها الأنبياء والمرسلين، فقد حثّ الدين الإسلامي على فعل الخير مع جميع الناس بغض النظر عن الاختلاف فيما بينهم، سواءً كان في الجنس أو في المعتقد أو في العرق أو في اللون وما إلى ذلك، ومع ذلك فإن الغايات تختلف فيما بين البشر، فمنهم من تظهر أنانيته فيتجبر ويعلو في الأرض بغير الحق، ومنهم ما يكون هدفه فعل الخير والمسارعة إليه.
فالخير لابد من الإشادة به لنزرع بذور الخير في المجتمع وفي الناس لنحفز الكبير ولنزرع الخير في قلوب وعقول الاطفال في تقديم الخير لو كان صغيرا ومن أبرز وأجمل عمل خيري في مدينة السلط قبل أسابيع ، مبادرة انطلقت من أحساس وشعور صادق بأن الأمر بالمعروف والسعي للتغير بكل غايات صادقة وخيرية دونما اي أجندات ، لتبتهج هذه البادرة الطيبة في كل توفيق من الله تعالى ، لتشكل هذه المبادرة لوحة فنية فسيفساء تاريخية وستكون هي مضرب المثل في هذه التعاون الأخلاقي قبل الأديان ليكون أبناء مدينة السلط من الطائفة المسيحية مشاركين في هذا الخير لانه عمل نبيل والغايات منه صادقة النوايا فكان المشهد بما حدث صورة كاملة متكاملة متوجة بتوفيق الله تعالى ومضمونها الخير وإصلاح بيوت الله تعالى ومساجده ، المحافظة على قيمة المكان وتاريخ وحضارة هذه الأرض وحفاظا على اقدم مساجدها ...
عندما تجمع مبادرة لغايات فرش سجاد مسجد السلط الكبير وإعادة ترميم وصيانة له والتي انطلقت من غيرة على الإهمال في صيانته أو حتى تغيير سجاده فبدأت بفكرة وأصبحت مبادرة ورسمت كل محبة وسلام كما هي السلط مدينة المحبة والسلام والوئام وكان عنوانها توفيق الله تعالى لتجمع هذه البادرة بأقل من 14 يوم مبلغ مالي تجاوز ال25 الف دينار أردني لإعادة البهجة لبيوت الله والمحافظة على المكانة الدينية والتاريخية لمسجد السلط الكبير ..
ليس استعراضا أو محاولة لصناعة دعاية ، لكن لابد أن يشكر الناس الناس لغايات الخير ولكن لاستمرار الخير فينا وتقدير حجم العطاء بقلوب بيضاء وكفوف نقية للخير ونوايا صادقه في الأجر ، لماذا نجلد ذاتنا ونعظم الخطأ ونذم مجتمعنا ، واليوم علينا أيضا أن نشكر الخير فينا ونعظم كل عمل للخير لو كان اماطة ورقة من الشارع العام ، لنبتهج للخير ونشكر كل من ساهم وتبرع وكل من تواصل وكل من حفز المبادرة وعزز الجهود وكل من ذكر الخير لاستمرار الخير فينا ولم ينتقص من حجم العطاء ..
شكرا لهذا الخير وشكرا للقائمين على المبادرة الطيبة والتي بعد إنهاء كافة الأعمال وفرشه بافخم انواع السجاد شكرا من كل سلطي فينا وكل من سكن السلط وكل ضيف أو زائر او عابر سبيل كتب له نصيب بأن يدخل هذا المسجد أو يصلي به أو يحضر درسا فيه ..
كل الشكر والثناء وكل تحيات المحبة والتقدير ولكم تنحنى الهامات
السيد وائل عربيات ( أبو أحمد)
والسيد أحمد الوشاح ( أبو زيد )
"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
لتحقيق التغيير تبدأ المسؤولية الاجتماعية من الفرد نفسه أو برأيه أو بدعائه ، لنعزز الخير ودورنا كأفراد في كل تغيير ، لننوي كل خير يتوجه الله بكل توفيق